Le papillon et le char et autres histoires
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Genres
وبعد الحرب، وفي أكتوبر 1945م، حصلت مارتا جلهورن على الطلاق من همنجواي، لم يعارض في منحها إياه، وعاد إلى فينكا فيخيا بكوبا مع «ماري ولش» التي كان يدعوها دوما «مس ماري»، وقد تزوجها همنجواي أخيرا في هافانا في 1946م، وكانت مس ماري بهذا رابع زيجة له وأحبها إلى قلبه، باعترافه فيما بعد. وقد عملت زوجته الجديدة على إرضائه كلما سنحت لها الفرصة لذلك، فكانت تشاركه حبه للصيد والرحلات وشرب النبيذ، وتهتم بأدويته وأدواته، كما كانت مدبرة منزل وطاهية ماهرة في نفس الوقت ... وقضى همنجواي عدة سنوات من الاستقرار في فينكا فيخيا، كتب خلالها كتابه عن الحرب الذي سماه «عبر النهر وبين الأشجار»
14
وقد هاجمه النقاد بعنف على هذه الرواية التي جاءت مختلفة اختلافا بينا عن أسلوب همنجواي المعتاد في كتبه. وقد أثار النقد الجارح الذي كتبه النقاد على هذه الرواية حفيظة همنجواي وشرع في الإعداد لعمل كبير يتحداهم به. وظهر هذا العمل بعد ذلك مما كان قد اختزنه في ذهنه من تجارب حدثت في الصيد على شاطئ كوبا وغيره. وكانت رواية «العجوز والبحر»،
15
التي نجحت على الفور، وقابلها النقاد بترحاب عظيم، وقد نالت الرواية جائزة بوليتزر عام 1953م. ثم حاز الكاتب جائزة نوبل للآداب عام 1954م. وأصبح همنجواي أعظم كاتب أمريكي في زمانه.
ولكن انهماك همنجواي في العمل والكتابة إبان هذه السنوات لم يمنعه من القيام بالرحلات التي يحبها، فجال في إيطاليا، وعاد ثانية إلى إسبانيا بعد أن سمحت له السلطات بذلك، وشهد مصارعات الثيران مرة أخرى، وطاف بمسارح شبابه فيها وفي الأماكن التي كتب عنها أحداث روايته «وتشرق الشمس ثانية». وحن ثانية إلى أفريقيا، فاصطحب مس ماري في رحلة صيد إلى أفريقيا مولتها مجلة «لوك». وكانت الرحلة موفقة في قسمها الأول، فطاف همنجواي وماري في أدغال كينيا وتوجها مرة إلى الكونغو. ولكن حدث أن سقطت بهم الطائرة التي كانت تقلهم فوق شلالات «مورشيون» ونجا من فيها بأعجوبة. وقضوا ليلتهم بين الوحوش الهائمة إلى أن أنقذهم قارب الاستطلاع الذي يجوب هذه المنطقة. وفي هذه الأثناء، طيرت وكالات الأنباء خبر فقدان همنجواي، وصدرت الصحف وفيها نعي الكاتب الكبير، وهز الواثقون من وجود رغبة خفية في الموت لدى همنجواي رءوسهم في عرفان.
وجاءت طائرة لتقل آل همنجواي بعد الحادثة إلى «عنتيبي» ولكن سوء الحظ لازمهم، فاصطدمت بالأرض وشبت فيها النيران، وقد سببت هذه الحادثة إصابات خطيرة لهمنجواي في الكليتين والكبد وحروقا في الرأس والساعدين والساقين لازمته آثارها بقية حياته.
وعاد همنجواي بعد رحلته المشئومة تلك إلى «فينكا فيخيا» مع مس ماري. ووصلته الأنباء بعدها من «استكهلم» بقرار الأكاديمية السويدية: منحه جائزة نوبل للآداب لعام 1955م؛ لسيطرته القوية على أسلوب فن الرواية، التي تبدت أخيرا في «العجوز والبحر». وقد قبل همنجواي الجائزة شاكرا وإن اعتذر عن عدم استطاعته الذهاب إلى السويد لحضور حفل استلامها، وأرسل خطابا ألقاه نيابة عنه هناك سفير الولايات المتحدة في السويد.
وقد تسلم همنجواي مبلغ 36 ألف دولار قيمة الجائزة، ثم تعاقد مع «هوليوود» على تصوير فيلم عن القصة، وحصل من ذلك على مبلغ ربع مليون دولار، بالإضافة إلى ثلث الأرباح عن حقوقه من الفيلم. وكان ذلك هو الفيلم الوحيد الذي اشترك همنجواي في إعداده، واختار كاتب السيناريو له وممثله أيضا. وفي عامي 1959م و1960م طاف همنجواي مرة أخرى بإسبانيا إبان مواسم مصارعة الثيران في ركب الماتادور المشهور «أنطونيو أوردونييت»، وشهد المباريات المميتة التي كان يعقدها مع المصارع «لويس ميجيل» في منافسة دامية. وقد كتب همنجواي بعدها تحقيقا صحفيا عن هذه المباريات والمنافسات لمجلة «لايف»، نشر تحت عنوان «الصيف الخطير».
16
Page inconnue