Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Genres
في وقت واحد ودرجة واحدة ويختلف حالهما في السعود والنحوس فأقول أيضا وهذا مما أستبعده أن يكون ذكره معتقدا لثبوت الدلالة به على من يقول إن النجوم جعلها الله الفاعل المختار دلالات لأن من يقول بصحة أحكام النجوم يقول هذا التقدير لا يكون وأما من يقول منهم كما قلنا بأنها دلالات وأن فاعل هذه الدلائل مختار قادر لذاته يقول إن القادر لذاته يصح منه مع تساوي وقت الولادة في الدرجة أن يخالف بين المولودين في السعود والنحوس وتكون الدلائل مشروطة دلالتها إذا لم يرد القادر غيرها وأقول فقد ظهر أن الذي منع العقل والنقل منه أن تكون النجوم علة موجبة للحادثات أو فاعلة مختارة للكائنات ولم يمنع العقل والنقل من أن تكون النجوم علامات للحادثات وقد تركنا ما كنا نقدر أن نورده من خواطرنا من زيادات في الاحتجاج على من زعم أنها علل ومعلولات لئلا يكون كتابنا مطولا يتضجر من يقف عليه لكثرة الدلالات
فصل:
وأما من زعم أنها فاعلة مختارة فقد نبهنا في خطبة هذا الكتاب على بطلان هذه الدعوى بوجوه من الصواب ونزيد على الفريقين على ما قدمنا أننا سنريك بعض ما ذكره الحمصي (رضوان الله عليه) فنقول كل من القرآن والعقل والنقل دل على بطلان قول المجبرة فهو دليل على بطلان قول من قال إننا صادرون عن علة موجبة وإننا غير مختارين ونقول كل دليل دل على الوحدانية من المعقول والمنقول فهو دليل على بطلان قول من قال إن النجوم تفعل كفعل الله جل جلاله وتلك الأدلة في مواضعها-
Page 81