بالنجوم ونذكره بلفظه فإن قيل أليس المنجم يخبر عن أمور فتوجد تلك الأمور على ما يخبر بها ثم قال في الجواب قلنا المنجم يقول ما يقول ولا يخبر عما يخبر عنه إلا عن طريق وذلك لأنه تعالى جعل اتصالات النجوم وحركاتها دلالات على ما يحدث فمن أحكم العلم بها أمكنه الوقوف عليها إما بعلم أو ظن وليس هذا من الإخبار عن الغيوب ومعلوم من حال رسولنا(ص)أنه ما كان تعلم من هذا العلم شيئا ولا أهم به ولا رأى كتبه قط يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وهذا الذي ذكره الحمصي صورة ما حققناه وهذا كتاب التعليق العراقي صنفه أيام مقامه في خدمة جدي ورام بن أبي فراس (قدس الله روحه) ليكون بدلا عن صاحبه رضي الله عنه إذا توجه إلى وطنه في بلد العجم وسمعت من اعتمد عليه يقول إنه ما ذكر فيه إلا ما كان جدي معتقدا له ولذلك كلفني جدي ورام رضي الله عنه بحفظ هذا الكتاب المشار إليه فأما قول الحمصي رضي الله عنه ومعلوم من حال رسولنا(ص)أنه ما كان تعلم شيئا فلعله بالتاء فوقها نقطتان فإن علمه(ص)كان من الله عز وجل ولعل الناسخ سقط من لفظه كلمة قبل تعلم من هذا العلم شيئا وهو قد أو نحوها وإلا فقد كان نبينا(ص)عالما بجميع علوم الأنبياء والمرسلين بغير خلاف فيما أعلم من المسلمين وهذا علم النجوم أهله مجمعون أنه من علوم إدريس وجماعة من الأنبياء(ع)وقد روينا نحن وغيرنا بعض ما وقفنا عليه وإنما معجزة
Page 78