Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Genres
هذا اليوم فإن أنا عشت بعد هذا اليوم المؤرخ في الكتاب فاعلم أني لست على شيء وإن أنا مت فانظر لنفسك فأرخ عبد الرحمن اليوم وافترقوا فلما كان اليوم السابع من ورود الكتاب حم القاسم واشتدت به العلة واستند في فراشه إلى الحائط وكان ابنه الحسن بن القاسم مدمنا على شرب الخمر وكان متزوجا إلى أبي عبد الله بن حمدون الهمداني وكان ابن حمدون الهمداني جالسا في ناحية من الدار ورداؤه على وجهه وأبو حامد في ناحية وأبو علي بن محمد وجماعة من أهل البلد يبكون إذ اتكأ القاسم على يديه إلى خلف وجعل يقول يا محمد يا علي يا حسن يا حسين إلى آخر الأئمة يا موالي كونوا شفعائي إلى الله عز وجل ثم قالها ثانية ثم قالها ثالثة فلما وصل إلى يا موسى يا علي تفرقعت أجفان عينيه كما تفرقع الصبيان شقائق النعمان وانفتحت حدقتاه وجعل يمسح بكمه عينيه وخرج من عينيه شيء يشبه ماء اللحم ثم مد طرفه إلى ابنه فقال يا حسن إلي يا أبا حامد إلى يا أبا علي إلي فاجتمعوا حوله ونظر إلى حدقتيه صحيحين فقال أبو حامد تراني فجعل يده على كل واحد منا وشاع في الناس هذا فأتاه الناس ينظرون إليه وركب إليه القاضي وهو عيينة بن عبيد الله أبو ثابت المسعودي قاضي القضاة ببغداد فدخل عليه وقال يا أبا محمد ما هذا الذي بيدي وأراه خاتما فصه فيروزج وقربه منه فقال خاتم فصه فيروزج عليه ثلاثة أسطر فتناوله القاسم فلم يمكنه قراءته وخرج الناس متعجبين يتحدثون بخبره فالتفت القاسم إلى ابنه الحسن فقال يا بني إن الله عز اسمه جعل منزلتك منزلتي ومرتبتك مرتبتي
Page 251