فالسمعي: ما ذكره من إضافة الله تعالى أفعال العباد إليهم نحو [ ]"خبير بما كانوا يعملون ويخلقون إفكا" (1)ونحو ذلك فإذا أضفتاها إلينا خالقنا فظلم أضافنا إياه الله تعالى.
وأما العقلي فقوله: وإلا لما حسن أمرنا بالطاعات ونهينا عن المقبحات تعالى فإن لم يصح أنها أفعالنا لم نخسر ما ذكره إلا أنها غير واثقة علينا بخلقها فينا متى شاء تعالى عن ذلك، والمعلوم أنه قد أمر ونهى ويحسن منا الأمر بالحسن والنهي عن القبيح حسن ذلك دليل [10أ -أ]على أنها أفعالنا وكذلك فإنا نمدح ونذم على الحسن والقبيح فثبت أن أفعالنا.
فإن قلت: أما أهل الكسب فقد خالفوا عن هذا كله لأن الأمر والنهي والمدح والذم والثواب والعقاب متوجه إلى الكسب.
قلت: نعم إنا لما لزمهم ما لزم الجهمية من أن يكون إرسال الرسل وإنزال الكتب علينا مالوا إلى هذا ونحن نقول لهم الكسب هو شيء خلقه الله أم لا فإن قالوا بلى لحقوا بالجهمية وإن قالوا بالثاني فقد اثبتوا شيء غير فعل الله تعالى وهم يقولون لا فعل إلا فعله فإن قالوا بل الكسب غير فعله والمعاصي فعله راجعناهم في مسألة لا يفعل القبيح.
المسألة الثالثة:
Page 41