قلت: وجوبه اللطف للمتعبدين نحو أن يعلم تعالى أن العبد يؤدي الواجب إذا أفقره فالفقر لطف ووجه وجوبه أن للعبد أن يقول في المحشر لو أزلت عني العناء لأطعتك فسملت هذا العذاب الدائم وقرت بالنعيم الدائم كما استطعمت الطعام يقول المضيف لضيفه فلو دعوتني له لسملت الجوع وأمسيت بطيا ضعنه لي ولم تدعني إليه ولا صدتني عن البعد منه وهذا حالنا وحال أحالفنا لو لم يلطف بنا فوجب عليه اللطف لتزيح عللنا، وليس يجب عليه أن يلطف بنا لما يلجأ إلى فعل الواجب وترك القبيح نحو أن تحضر إمام الزمان عند أمره بالمعصية لأن ذلك يؤدي إلى سقوط التكليف لأن من شروط التكليف [9 ب-أ] أن تزد دواعيه والعاصين لا يزد من تركها والعوض للمؤمنين وهو منافع مستحقة مفعولة من دون إجلال وتعظيم فلو لم تعوض القبح أثرا له إلا لم فوجب عليه العوض قبول توبة التائبين.
Page 39