قلت: قد أبطلته لأن الفاعل إذا كان قديما خرج مع قول الأشعرية وإن كان محدثا خرج مع قول هشام (1) فإن قلت: لم يجعل أبو هاشم هذه الصفات ذاتية كما ذكرت بل جعلها مقتضاة عن صفة يختص وبها تفارق ذاته سائر الذوات فعبر عنها بالصفة الأخص.
قلت: نعم هذا قوله وكذلك أقول لكن البهاشمة (2) قد يقولون كذلك على معنى أن ذاته تقتضيها بواسطة هذه الصفة، فإذا ثبت أن الله تعالى يستحقها لذاته على رأي أبي علي (3) ولذاته بواسطة صفته الأخص وجب أن يعلمه المكلف قادرا على جميع أجناس المقدورات عالما بجميع أعيان المعلومات، حيا قديما فيما لم يزل وفيما لا يزال ولا يخرج عنها بحال أما إذا كانت ذاتية فلما تقدم على حدوث الإعراض، وأما إذا كانت مقتضاة، فالذات في الحقيقة هي المقتضية بواسطة الصفة الذاتية، وإذا كانت كذلك أوجب أن لا يخرج عنها الذات لأنها إنما اقتضتها لأجل الصفة الذاتية.
والصفة الذاتية لا يجوز خروج الذات عنها والخروج عن المقتضاة تكشف عن الخروج عن الذاتية، فلم يجز خروج الذات عنها أيضا. فإن قلت: فالتحيز مقتضاة عن الجوهرية وقد يخرج عنه الجسم بأن نفى.
Page 29