أما فنقول لهم: هذا إثبات ما لا طريق إليه ومن أين لكم أن أصل العالم عقول، ولم تكن ذلك في كتاب فتقدر طرق شبهته عليكم ثم سلمنا تسليم جدل، فلم قصرتموها على عشرة وهلا بعدت سلمنا إن ثم موجب لذلك فلم جعلتم المؤثر هو العاشر، وهلا كان الخامس أو غيره، وأما الباطنية فنبطل قولهم بأنه إثبات ما لا طريق إليه إلا غير ذلك، وأما أهل النجوم فنبطل قولهم أنها أجسام كما ترون وسيأتي إبطال جسمية صانع العالم.
وأما الطبائعية فنقول لهم: أن الطبع غير معقول، وكفى بالمذهب فسادا أن لا يعقل ثم إن العالم فعل محكم والفعل المحكم لا يصح إلا من عالم، وما هذا حال الطبع ثم إنا نقول سلمنا أن في النطف كما زعمتم أخزى منها ما يكون طبعه أن يكون عظيما.
ومنها ما يكون طبعه اللحمية، ومنها دم، ومنها عصب سلمناه على بعده، واستحالته فما رتب الإنسان على هذا الشكل وهلا كان العينان أسفل، والأضراس في مقدم الفم إلى غير ذلك فبطل ما قاله الخصوم والحمد لله. فإن قلت: قد أبطلت هذه المذاهب ولما ثبت أن الباري تعالى هو الذي أحدثها لا غيره؟.
Page 17