Farah Antoun : Sa vie, son œuvre, extraits de ses écrits
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
Genres
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Farah Antoun : Sa vie, son œuvre, extraits de ses écrits
Anonyme d. 1450 AHفرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
Genres
وتلك الطبيعة القروية الساذجة كانت ساكنة هادئة، كأنها تستريح تحت جنح الليل من عناء النهار، فأثار هذا المنظر الجميل في نفس جرجس عاطفة الجمال الكامنة فيها، فاندفع ينشد الأناشيد التي يعرفها، فهل درى حينئذ ذلك القروي الجاهل الساذج أنه بعمله دل على أن نفسه كانت في تلك البرهة أرقى من نفسي رفيقيه الحضريين؟ إن نفسه لدى مناظر الليل البهية ثارت على غير علم منها واندفعت تترجم بالغناء والنشيد عما كان يختلج فيها حينئذ من عاطفة الجمال بسبب تلك المناظر.
وأما نفسا رفيقيه الحضريين، فقد كانتا مشغولتين بالتثاؤب والنعاس عن الجمال الذي كان يحيط بهما. فلا ريب أن ذلك كان من أفضل الأدلة على أن النفس الأولى ربيت في أحضان الطبيعة قليلة الحاجات، قوية على كل متاعب الحياة، والنفسان الأخريان ربيتا ضعيفتين بين جدران المدن، لا تستطيعان مقاومة سلطان ضعيف كسلطان النعاس الذي هو - لمن نام ساعتين أو ثلاثا - أخف الحاجات الطبيعية.
ولما أخذ جرجس في الإنشاد أصغى إليه كليم وسليم، وقال كليم: اسمع أغاني الجبل. وكان جرجس ينشد:
حنينا يا حنينا يا حنينا
يا قمر سلم على غيابنا
فضحك كليم وقال: من سوء الحظ أن القمر غائب أيضا. فضحك سليم لهذه الحاشية. أما جرجس فإنه كان مستمرا في الإنشاد:
يا ظريف الطول وقف تقولك
رايح عالغربه وبلادك أحسن لك
خايف يا محبوب تروح وتتملك
بتعاشر الغير وتنساني أنا
Page inconnue
Entrez un numéro de page entre 1 - 110