إنما الفن دمعة ولهيب، ليس هذا الخيال والتيه فنا. •••
قلب الطرف هل ترى غير جهل، وهزال وآهة مكتومه،
وعيون قد أغمضت وبخور أطلقوه فراح يذري سمومه،
وجيوش من الخداع تمشيها أكف لغاية مرسومه،
وأكف هي المتابع للمال أضاعت سنينها محرومه؛
دع جمال الخيال وادخل كهوفا للملايين وارو للكون عنا،
إنما الفن دمعة ولهيب، ليس هذا الخيال والتيه فنا.
وبعد قيام ثورتنا الأخيرة وتحقيق الكثير من أهدافنا الكبرى التي كان شعراؤنا الشبان يستنفرون الشعب حتى ينهض لتحقيقها لم يعد هناك لهذا الاستنفار العنيف نحو الثورة داع، وإن ظل الوجدان الجماعي مع ذلك منبعا يستقي منه جيلنا الحاضر إلهامه، ومضمونه الشعري وهو مضمون متفاوت قد يكون حديثا عن أمجاد الماضي وبطولات الجهاد، أو دعوة لمواصلة اليقظة والحرص على مكاسب الثورة.
وقد ينضح الوجدان عن ابتهاج وتفاؤل بما حقق شعبنا من انتصارات على نحو ما نجد في قصيدة أغاني إفريقيا من ديوان محمد مفتاح الفيتوري، وهي التي يستهلها بقوله:
يا أخي في الشرق في كل سكن
Page inconnue