L'art de la chimie : Entre mythes, remèdes et matériaux

Sara Cadil d. 1450 AH
115

L'art de la chimie : Entre mythes, remèdes et matériaux

فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد

Genres

كان ثمة نظريتان غير مبرهنتين عن المادة تهيمنان على علم الكيمياء البدئي. كان أول هذه «الآراء الكيميائية» السوقية (أو «العامة») يقوم على العناصر الأربعة (التراب والنار والهواء والماء) التي تنسب بطبيعة الحال إلى أرسطو. كان غالبا ما يشار إلى أتباع أرسطو ب «المشائين»؛ نظرا إلى أسلوب تدريس أستاذهم، الذي كان يتضمن المشي. أما الرأي السوقي السائد الآخر - والذي يرجع إلى عهد باراسيلسوس (1493-1541) - فكان يستند إلى المواد الثلاث الأولية (الكبريت، والزئبق، والملح). وقد أشار بويل إلى المتحمسين لهذه النظرية ب «الكيميائيين» (سنشير إليهم ب «الخيميائيين» و«الأطباء الكيميائيين»). ولم يكن شرفا كبيرا أن يكون المرء كيميائيا، برغم أن «الكيميائي المتشكك» كان على الأقل قادرا على الإفلات من هذا الوصف. وإلى جانب «الكيميائيين» و«المشائين»، كان هناك «الفلاسفة الهرمسيون»، الذين كانوا يعتقدون أن «النار ينبغي أن تعتبر الأداة الأصيلة والكونية لتحليل الأجساد المختلطة»؛ ومعنى هذا أن دور النار هو التحلل الكيميائي. ورغم أن بويل كان مؤمنا بنظرية جسيمية المادة، الشبيهة بنظرية ليوكيبوس الذرية القديمة، فقد عاب على الفلاسفة اليونانيين عدم إجراء أي تجارب:

10

ولذلك أرسلنا في دعوة ليوكيبوس الجريء الذكي ليمنحنا شيئا من المعرفة من نظريته الذرية، التي توقعنا أن تنطوي على مثل تلك الإلماعات الخصبة، لكننا وبعد عناء كبير جاءنا الخبر أخيرا بأنه لا يمكن العثور عليه.

وفي حين أن أسلوب بويل في الكتابة يدفعك إلى القراءة ببطء، فإن المقتطف الوجيز الموضح أعلاه يوضح الحس الفكاهي الموظف في كتاب «الكيميائي المتشكك». علاوة على ذلك، استخدم بويل أسلوبا مسليا ربما لا يلائم الدوريات والأبحاث العلمية الحديثة؛ فقد وضع بويل محادثات تخيلية بينه وبين «أشخاص خياليين» استطاع بسهولة أن يدحض حججهم. وبرغم أن بويل الراوي يلعب دورا مهمشا إذ يرافق «إلوثيريوس الكثير السؤال» خلال زيارته إلى «صديقه كارنيديس»، فإن الأخير هو صوت بويل الحقيقي. كان كارنيديس يجلس إلى طاولة صغيرة مستديرة في حديقة مع ثيمستيوس، الذي يجادل لصالح «المشائين»، وفيلوبونس الذي يدافع عن وجهة نظر باراسيلسوس.

ها هو «دليل إثبات» ثيمستيوس على أن الخشب الأخضر «يتحلل» إلى العناصر الأربعة عند الاحتراق:

11

تكتشف النار نفسها في اللهب بفعل ضوئها، وحين يتصاعد الدخان إلى أعلى المدخنة، ثم يتلاشى في الهواء، مثل نهر يسلم نفسه إلى ماء البحر، فإنه يظهر بما يكفي إلى أي عنصر ينتمي ويعود في سعادة. والماء في هيئته إذ يغلي ويصدر هسيسه عند أطراف الخشب المحترق إنما يكشف نفسه لأكثر من حاسة من حواسنا، وكذلك الرماد بوزنه، وقابليته للاشتعال، وجفافه، كل تلك الأشياء تزيل عنك أي شك في انتمائه إلى عنصر التراب.

يجيب بويل (أو كارنيديس) بأن ثمة التباسا هنا. أولا: يبدو أن «عنصر» النار لا بد أن يعرض على «عنصر» النار ليحرره من الخشب الأخضر. ومع ذلك فإن الفكرة الثانية هي افتراض أن مجرد التعريض للنار في حد ذاته يحرر العناصر الأربعة دون تعرضها لأي تغير. وفيما يلي حجة كارنيديس العلمية المضادة الممتازة:

12

على سبيل المثال، حين يخلط عامل تنقية بين الذهب والرصاص، ويعرض هذا الخليط في كأس لسخونة النار؛ ومن ثم يفصل الخليط إلى ذهب نقي لامع ورصاص (يندحر مع ما كان يختلط بالذهب من شوائب، ويطلق عليه حينئذ المرداسنج الذهبي)، هل يمكن لأي شخص يرى هاتين المادتين المختلفتين منفصلتين عن الكتلة الأولى أن يتصور أنهما كانتا خليطا في مركب واحد قبل أن يتعرض للنار.

Page inconnue