L'art de la chimie : Entre mythes, remèdes et matériaux
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
Genres
لا أجهل ما تكلم به الفلاسفة، لكن لربما كان ذلك ينطبق على أخي الزئبق الذي لم يزل معيبا، والذي رغم كونه كذلك فإنه إذا ما اتحد بي، أخذ مني صفة الكمال (التي ينشدها)؛ وذلك لأنه هو الأنثى وأنا الذكر، وهو ما يجعل الفلاسفة يقولون إن هذا الزواج مثلي. يمكنك أن ترى هنا نموذجا للتكاثر لدى الإنسان؛ إذ لا يمكن أن يكون ثمة أطفال دون اتصال حميم بين الذكر والأنثى، أي دون اتحاد بينهما. إن لدينا مثل هذا النموذج الموجود عند الحيوانات وكل الكائنات الحية الأخرى.
ولنترك التعقيدات الجنسية التي ينطوي عليها هذا القول لعلماء النفس، ولنقرأ ذلك الرد العلمي الجدير بالاحترام الذي رد به حجر الفلاسفة:
5
حقا إن أخاك الزئبق ليس كاملا، وعليه فإنه ليس زئبق الفلاسفة؛ ومن ثم رغم أنكما ينبغي أن تتحدا معا، وعلى أحدهم أن يبقيكما في النار على مدار سنوات، محاولا أن يوحد بينكما، فدائما ما سيحدث (نفس الشيء تحديدا) أن الزئبق ما إن يستشعر فعل النار، سيفصل نفسه عنك، ويتسامى، ويتطاير، ويتركك وحيدا في القاع. وهكذا إذا ما أذبت في ماء النار، أو قلصت إلى (كتلة) واحدة فقط، إذا صهرت، أو قطرت، أو خثرت، فإنك لن تنتج أي شيء إلا مسحوقا، وراسبا أحمر: وهكذا إذا ما ألقى أحدهم هذا المسحوق على معدن معيب ، فإنه لن يؤثر عليه؛ لكن المرء يجد نفس مقدار الذهب الذي وجده في البداية، بينما يتخلى عنك أخوك الزئبق ويحلق بعيدا.
بعبارة أخرى، لم يغير اتحاد فلزي الذهب والزئبق شيئا على أي نحو كيميائي عميق. سخن ملغمة ذهب وزئبقا نقيا، وسيتقطر الزئبق تاركا خلفه ذهبا نقيا. على الناحية الأخرى، إذا كان العروسان سيستحمان معا في حوض (هل سيكون على شكل قلب؟) يحتوي على ماء النار (حمض النيتريك)، سينفصل الزئبق في صورة كلس أحمر، كما يفعل في غياب الذهب. ولما شاط الذهب والزئبق غضبا من منطق حجر الفلاسفة المتفوق، هاجماه بعنف حتى أنهكا وذهب ريحهما.
يمثل كل من الذهب والفضة في هذا القصة الخرافية الخيميائيين الزائفين؛ فهم مرضى بالجهل والعجرفة على حد سواء. على النقيض من ذلك، يمثل حجر الفلاسفة الخبير الحقيقي؛ فهو فيلسوف طبيعي يسعى وراء الحقيقة ويبحث عن حكمة الرب. إنه ذلك العالم المبتدئ الذي سيؤدي منهجه التجريبي وتفكيره المنطقي يوما ما إلى علم كيميائي حقيقي؛ أم أنه كان يبشر، بشكل ما، بمولد روبرت بويل، «الكيميائي المتشكك»، موضوع مقالنا التالي؟ (2) شكوك عالم حول «الآراء الكيميائية للسوقة»
ولد روبرت بويل (1627-1691) في أيرلندا لعائلة ثرية، وتلقى تعليمه في إيتون، وحظي بمزيد من التعليم في أجزاء أخرى من قارة أوروبا، ليعود إلى إنجلترا في عام 1645.
6
بدأ دراساته العلمية خلال العقد التالي، وفي عام 1656 انتقل إلى أكسفورد، حيث ضمن مساعدة روبرت هوك. صنع هوك مضخة هوائية لبويل، استعان بها في عدة دراسات، بما في ذلك دراسة العلاقة بين حجم وضغط الغاز، والتي تحمل اسمه الآن.
7
Page inconnue