L'art islamique en Égypte : de la conquête arabe à la fin de l'époque toulounide
الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
Genres
4
ولم يستعمل المسلمون الخشب في مساجدهم بهذه الدرجة من الكثرة؛ إذ لم يكونوا في حاجة إلى مذبح أو مقاعد أو غير ذلك من أثاث الكنائس، فلم يستعملوا الخشب إلا في السقوف والأبواب والمنابر والدكك، وفي عمل أشرطة الكتابة التاريخية أو الزخرفية، أو في ربط القوائم والأعمدة بعضها ببعض، وفي صناعة القباب أو تقويتها.
واستعمل الخشب أحيانا في صناعة محاريب منقولة، كالمحاريب الثلاثة المحفوظة بدار الآثار العربية، والواردة إليها من مساجد: الأزهر، والسيدة رقية، والسيدة نفيسة.
وقد وصلت إلينا قطع كثيرة من الخشب ذي الزخارف، أصلها من الأبنية أو قطع الأثاث، وأقدم هذه القطع يرجع إلى القرن الثامن والتاسع الميلادي، وقد وجد في القرافة القديمة بالفسطاط؛ حيث كان يستعمل - بعد كسره من الأبنية والأثاث - لمنع انهيار الأتربة في المدافن.
وطبيعي أن نشاهد التقاليد القبطية في صناعة هذه الأخشاب تتطور شيئا فشيئا لتصبح صناعة إسلامية حقة، فإنه لما كان العرب الفاتحون لا تقاليد فنية عندهم، ولم يكن منهم الفنانون الذين ينافسون الصناع الوطنيين أو يقضون عليهم؛ فقد كانوا من الحكمة والكياسة بحيث أقبلوا على استخدامهم غير عابئين ببقائهم على الدين المسيحي أو باعتناقهم الإسلام.
وقد وصل إلينا من عصر الانتقال (من القرن السابع إلى التاسع) قطع، زخرفتها مكونة من أوراق وعناقيد عنب، وغير ذلك من النقوش العزيزة على الفن الهللينستي، وفنون الشرق المسيحي.
5
وفي دار الآثار العربية قطع من هذا العصر كتب الأستاذ
عن بعضها.
6
Page inconnue