نصر بن الحسين بن محمان قاضي الدِّينَوَر بها، أنبأ أبو سعيد بُندَار بن علي بن الحسين بن الروَّاس، إملاءً، أنبأ أبو الخير زيد بن رفاعة الكاتب، أنبأ أبو بكر محمَّد بن الحسن بن دريد الأزدي، عن أبي حاتم السجستاني، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه قال: سمعت النابغة (١)، يقول:
أتيتُ رسول الله ﷺ فأنشدته حتى أتيتُ إلى قولي:
أَتيتُ رسولَ الله إذْ جاءَ بالهُدى ... ويتلو كتابًا واضحَ الحقِّ نيِّرا
بَلغنَا السماء مجدَنا وجُدودَنا ... وإنَّا لنرجو فوقَ ذلكَ مظهرا
فقال لي: "أين يا أبا ليلى؟ "، فقلت: إلى الجنَّة، فقال: "إن شاء الله"، فأنشدته:
ولا خيرَ في جهلٍ إذا لم يَكُنْ لَهُ ... حَليمٌ إذا ما أَوردَ الأمرَ أصْدَرَا
ولا خيرَ في حِلْمٍ إذا لم يَكُنْ لهُ ... بوادر تحمي صَفْوَهُ أنْ يَكْدُرا
فقال لي: "صدقت، لا يفضض الله فاك".
_________
(١) قيس بن عبد الله، أبو ليلى الجَعْدي. شاعر مفلق وصحابي مُعمَّر. سُمِّي بالنابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله. توفي بأصبهان -وعمره قريب من المئتين- سنةَ (٥٠ هـ). الإِصابة ٣/ ٥٣٧.
1 / 58