La Philosophie Anglaise en Cent Ans (Première Partie)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Genres
sensationalism
والعقلية.
وتوجد في كتابات «بين» تفصيلات عديدة كهذه توحي بالتطور التالي لعلم النفس كما تمثل لدى سبنسر «وفنت
Wundt »
13
و«وورد
Ward » و«ستوت
Stout » وغيرهم، ومع ذلك فإن مذهب «بين» يظل على إجماله ترابطيا، أو هو على الأقل يعود دائما إلى النظرية الترابطية، وفي كتاباته يتضح، كما اتضح في كتابات مل، أن أغلال المدرسة أقوى من الكشف الجديد. صحيح أنه قد هز هذه الأغلال، ولكنه لم يستطع تحطيمها؛ إذ على الرغم من أنه جعل لتلقائية الحياة الذهنية مكانة أبرز كثيرا مما جعله لها أي مفكر سابق عليه، فإنه يتضح آخر الأمر أن مصدر هذه التلقائية لا ينبغي أن يلتمس في النفس ذاتها بقدر ما يلتمس في عوامل فسيولوجية وعضوية كالإحساسات العضلية والحركات المنعكسة وتخفيف التوتر إلخ، وهي عناصر يبني عليها كل الظواهر النفسانية، وهو لا يعترف أبدا اعترافا صريحا بالطابع الإيجابي للعمليات النفسانية بما هي كذلك، أو للطاقة الذهنية على التخصيص.
وإذن ففضل «بين» إنما ينحصر أساسا في توجيهه علم النفس التجريبي وجهة أقرب إلى الطابع التقدمي الحديث، أما لو قارنا بقية أعماله بهذا العمل، لوجدنا أهميتها التاريخية أقل كثيرا، مهما بدت في أيامه مفيدة. ويعد «بين» آخر ممثل هام لمدرسة مل تظهر لدية آثار من روحه ، وإليه يرجع الفضل، أكثر مما يرجع إلى أي شخص آخر، في حفظ تراث مل طوال جيل كامل بعد وفاته؛ ذلك لأن نشاطه التأليفي الجم قد امتد حتى نهاية القرن التاسع عشر، بينما طالت حياته حتى القرن العشرين.
ونستطيع أن نذكر من بين معاصري «بين» الأحدث عهدا الذين واصلوا حفظ تراث المدرسة: أسماء «فولر» و«كروم روبرتسن» و«سلي»، وقد دار الجزء الأكبر من النشاط الفلسفي لهؤلاء المفكرين الذين أتوا في أعقاب فلاسفة عظام، في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، وتناول مجالات المنطق ونظرية المعرفة والأخلاق، والأهم من ذلك كله علم النفس. ف «توماس فولر
Page inconnue