La Philosophie Anglaise en Cent Ans (Première Partie)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Genres
وفي أمريكا استمر تراثها حيا بفضل ج. مكوش
J. M’ Coch (انظر فيما بعد [الباب الأول: المدارس الفكرية المتقدمة - الفصل الثاني: المدرسة النفعية التجريبية]) ونوح بورتر
Noah Porter
وغيرهما، فهذه المدرسة تمثل أول حالة تصادف فيها مدرسة حقيقية للتعليم الفلسفي في تاريخ الفكر الإنجليزي باستثناء المدرسة المسماة بمدرسة كيمبردج، والتي تبلور فيها بعث التعاليم الأفلاطونية في القرن الثامن عشر، ولأول مرة نرى مذهبا فكريا موحدا وقد أدمج في المناهج الأكاديمية، وظل طوال عشرات طويلة من السنين يمثل ويعلم ويوسع بفضل تعاون مجموعة غير قليلة من الأتباع، وكان للمدرسة التي أسسها ريد في اسكتلندا مقابلها في إنجلترا، حيث ظهرت مدرسة هامة تركزت حول بنتام
Bantham ، وظل الاثنان يتنافسان طويلا، وتركزت حولهما معظم الطاقات الفلسفية الموجودة في ذلك الحين.
ولا يدخل التاريخ المبكر للفلسفة الاسكتلندية في نطاق هذا الكتاب، ومن ثم فليس في وسعنا هنا إلا أن نقدم مجملا سريعا لمراحلها الرئيسية، فقد انتقلت زعامة المدرسة - حتى قبل وفاة ريد - إلى دوجالد ستيوارت
Dugald Stewart (1753-1828)، وهو أقدر تلاميذه الأولين، وكان ستيوارت معلما أكاديميا لامعا، كان لمحاضراته البليغة الأسلوب تأثير تعليمي عظيم في الجيل الاسكتلندي الناشئ عندئذ، وقد شغل منذ 1785 حتى 1810 كرسي الفلسفة الأخلاقية في جامعة إدنبرة، التي كانت هي المركز الروحي للفلسفة الاسكتلندية طوال أجيال عديدة، وتتلمذ على يديه شبان كثيرون قدر لهم فيما بعد أن يبلغوا أوج الشهرة في ميادين عظيمة التباين في الحياة السياسية والعقلية، فكان منهم شخصيات ضخمة مثل السير وولتر سكوت
Sir Walter Scott ، ورئيسا وزراء مقبلان هما بالمرستون
ورسل
Russell ، وقد اقتفى - في النقاط الرئيسية لمذهبه - أثر ريد، ولم يختلف معه إلا في بعض المسائل الجزئية، وانحصرت مساهمته الوحيدة في الميدان النظري في محاولته وضع تعاليم أستاذه في صورة مذهبية أدق، وتطبيقها على نطاق أوسع، وكان رجلا ذا ثقافة عقلية رفيعة، عرف كيف يضع أفكار ريد الجافة المصوغة بعبارات جامدة في قالب أدبي زاه مصقول، ولكن من الأمور الجديرة بالملاحظة أن ستيوارت - الذي كان في ذلك الحين أقوى شخصية قادرة على إذاعة الثقافة الفلسفية في بريطانيا - لم يكن متنبها على الإطلاق إلى التقدم العظيم الذي طرأ على الفلسفة الألمانية أثناء حياته، وعلى أية حال فقد كان ستيوارت من بعد ريد هو الممثل الأكاديمي الرئيسي للمذهب الاسكتلندي، وقد حمل لواء تراثه حتى القرن التاسع عشر، وكان ممثلا له من القوة والتأثير ما جعل هذا المذهب يظل صامدا حتى انعقد لبنتام لواء الزعامة في ميدان الفلسفة.
Page inconnue