La philosophie indienne : une très courte introduction
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
Genres
وردا على المعترض الذي يقول إنه إذا كانت كل الأشياء خاوية فلا شيء موجود، وإن ناجارجونا في طرح وجهة نظر الخواء ينكر وجود بوذا وتعاليمه؛ يقول ناجارجونا:
عند قول هذا، يبدو واضحا أنك لا تفهم الخواء، وأنك تعذب نفسك بلا داع حول عدم الوجود. يجب أن يفهم المرء طبيعة الواقع في ضوء حقيقتين: حقيقة اصطلاحية وحقيقة مطلقة. وهذا هو المبدأ العميق لبوذا، الذي سوف يدمر أصحاب الذكاء الضعيف الذين يفهمون ذلك المبدأ على نحو خاطئ. فقط إذا كان الخواء منطقيا يكون العالم التجريبي منطقيا؛ وبدون الخواء سيصبح العالم التجريبي عبثيا. وإذا قلت إن الكيانات واقعية على نحو مستقل فإنك تنكر احتمالية الظروف والعلاقات السببية. ولا شيء من الأشياء المألوفة بالنسبة لنا يمكن حدوثه إن لم تكن كل الأشياء تنشأ معتمدة بعضها على بعض (أي خاوية)؛ فلا شيء يمكن أن ينشأ أو يتوقف، ولا يمكن اكتساب معرفة أو التخلص من جهل، ولا يمكن ممارسة نشاط، ولا يمكن حدوث ميلاد أو موت، وسيكون كل شيء ثابتا؛ إذا لم يغير الشيء حالته. أنت، وليس أنا، من يفترض عدم وجود العالم كما نعرفه، وإذا أنكرت الخواء فإنك تنكر العالم. لكن الذين يرون حقيقة النشأة المعتمدة يرون العالم على حقيقته، ويفهمون مبدأ دوكها الذي قاله بوذا، ويفهمون نشأة تلك المعاناة وكيفية إيقافها . «مادياماكا كاريكا»، الفصل 24 (فقرة معادة صياغتها)
ملحوظة:
النقطة الأخيرة تمثل تطابقا في معنى ما يقوله ناجارجونا مع ما قاله بوذا في الحقائق النبيلة.
ويكتب ناجارجونا عن «خواء الخواء»؛ وهو وصف وليس مستوى أساسيا. علاوة على ذلك، لا يوجد فرق وجودي بين مستويات الحقيقة؛ فالفارق الوحيد هو فارق تجريبي. ولأنه طالما ظل الفرد جاهلا بطبيعة الأشياء، سيظل خاضعا للتجارب ولمعايير الحقيقة الاصطلاحية. وعندما يكتسب المرء البصيرة، سيرى الاصطلاحية ويفهم الخواء. وفي تناقض كامل مع مؤولي النصوص الفيدية ومع كتابات نيايا فايشيشيكا، يرى ناجارجونا أن ما تفترضه اللغة ليس حقيقة تعددية على نحو متسام، بل إنها تفترض عالما يجب «النظر إلى ما وراءه» إذا أراد المرء أن يدرك الحقيقة المطلقة.
إيقاف التفريق اللفظي
فكرة «الكيان» و«عدم الكيان»، و«الوجود» و«عدم الوجود»، في حد ذاتها جزء من توجه خاطئ تجاه العالم التجريبي للحقيقة الاصطلاحية؛ ولذلك فليس الإيجابي ولا السلبي حقيقيا. وليس من الممكن أن يكون لأي شيء هويتان في الوقت نفسه تحت أي ظرف، فكونه شيئا يتعارض مع كونه شيئا آخر. وكون الشيء «ليس الشيء الأول وليس الآخر» يكون له معنى فقط إذا كانت الفرضيات الأولية صحيحة، وهي ليست كذلك في هذه الحالة. وليس صحيحا تحت أي مستوى من مستويات الصحة التفكير في الأشياء باعتبار أنها موجودة أو غير موجودة، أو موجودة وغير موجودة، أو ليست موجودة وليست غير موجودة؛ فمثل هذه القناعات خاطئة على المستوى الاصطلاحي وغير ممكنة التطبيق على المستوى المطلق. ونظرا لأن كل الدارمات خاوية، فماذا يمكن أن يوجد ويتسم بأنه نهائي أو غير نهائي أو كلاهما، أو ليس أيا منهما؟ ماذا يمكن أن يوجد ويتسم بالأبدية أو الوقتية، أو كلتيهما أو لا شيء منهما؟ إن البصيرة المحررة تأتي مع إيقاف مثل هذه التفريقات اللفظية، فبوذا لم يدرس مطلقا أي شخص عن هذه «الأشياء»، بل درس التفريق اللفظي فقط. «مادياماكا كاريكا»، المجلد 11 (فقرة معادة صياغتها)
إن تطبيق «وسيلة المعرفة» الخاصة بناجارجونا يعد محفوفا بالمخاطر إذا حاول المرء أن يكون متسقا مع مستويي الحقيقة؛ فكل الأنشطة الحسية والفكرية تحدث فقط على المستوى الاصطلاحي؛ ولذلك فلا شيء يأتي لنا من خلال هذا الإطار يمكن الاعتماد عليه. لكن ناجارجونا مصر على أن مستوى الحقيقة الاصطلاحي هو النطاق الذي فيه أو من خلاله نكتسب البصيرة، وأن واقعية ذلك المستوى هي ذات معنى وفقا للمعايير الخاصة لهذا المستوى. وفي هذا السياق، يمكن للمرء أن يرى أهمية المنطق بالنسبة له، إلا أن ناجارجونا، على النقيض من المنهجية المنطقية لمدرسة نيايا، يستخدم المنطق للتقليل من شأن الفرضية الأساسية التي تستند إليها كل وسائل المعرفة الخارجية الأخرى؛ أي الحقيقة الخارجية للعالم التجريبي. وسواء أكان ناجارجونا يحاول فقط التقليل من وجهات نظر غيره ويجعلها سخيفة على هذا النحو، أم أنه استخدم المنطق أيضا لإثبات فرضيته القائلة بالخواء؛ فقد كان هذا إشكالا قسم أتباعه. وعلى هذا الأساس تأسست مدرستان فكريتان من مدرسة مادياماكا، وتناول هذين الموضوعين النقاد المتأخرون، من داخل التقليد البوذي وخارجه.
الرؤى التنويرية لبوذا (تذكير) (1) رؤية استمرارية حيواته السابقة التي قادت إلى حياته الحالية. (2) رؤية ميلاد وتكرار ميلاد الكائنات الأخرى في ظروف تحددها أفعالهم. (3) رؤية كيفية التخلص من أعمق الميول الاستمرارية المقيدة، وهذه الميول هي التالية: (أ) كل الرغبات الحسية. (ب) الرغبة في استمرار البقاء. (ج) الجهل. (د) «التمسك بالآراء». (بتصرف من المؤلف.)
العقل فقط
Page inconnue