Livre de l'agriculteur
كتاب الفلاح الفلاح
Genres
البصل زراعته فى فصول الخريف وقالوا فى الخواص اذا زرعت البصل فلا تزرعه الا وانت خالى المعدة ولست بحاقن بزر ولا غيره فان زرعته وانت حاقن فسد البصل وان اردت ان تزرع بصلا يخرج خفيف الحرافة ناقصها طيب الطعم فازرعه اذا كان القمر زائد الضوء متصلا بالزهرة او مقارنا لها ليكثر بذلك ماؤه فتقل حرارته
ومن ظريف خواصه انه لو لت الانسان بزره بالزيت ثم زرعه خرج له طعم يستطاب جدا وان لو لت بزره بعسل ثم زرع خرج حلوا
ومن خواصه انه اذا زرعه زارع نثرا فيلقى بزره فى الارض الى خلف ولا ينظر اليه بعينه فانه يخرج البصل على هذا العمل كبارا اذا حول ويتروس بسرعة ولا يفسد الباطن ولا يصدع واذا حول غرسه فيكشف الذى يغرسه راسه ان كان مغطى فان ذلك يخرجه مكتسيا كله بالقسر كسوة سابقة وقد يضربه الصواعق الواقعة قريبا منه ولو على ثلاثة الاف خطوة وكثرة ظهور البرق والرعد والرياح الحارة وينبغى انه لا يجعل بزره على الارض ولا بزر الثوم ولا الكرات ولا الخردل بل يجعل فى اوانى ويعلق على الحيطان مخلوطة بيسير ملح عذب مسحوق ناعما وينبغى لزراعه وغراسه ان يعملوه وهم ياكلون التمر ليكون وضعهم له فى الارض وفى افواههم حلاوة فان هذه خاصية ظريفة تودى الى البصل طيب الطعم وتخفف حرافته وان جعل بالقرب من كل راس نواة تمر كان جيدا وكذلك ان زرع نثرا فليكن فى يد الزراع شى من تمر ويلوث كفه بتدفيق التمر ثم ياخذه بالكف الملوث فينثره ومما يزيل رائحته من الفم ان تمضع عليه فجلا او تسف سفة من دقيق الباقلا نيا او تاخذ شىئا من سلق فتسويه بنار لينه ثم تمضعه وتبلعه او يمضع شيئا من حب الكزبرة مقلوة على النار قليا خفيفا او تمضع شيئا من الجبن الحريف العتيق قد شم النار او يمضع حمصا مقليا او زيتونا مشويا وهو ابلغها وكذلك يزيل رائحة الثوم من الفم مضع بزر الفجل مع ورقه الاخضر ويزيل رائحة الكرات من الفم اكل الكمون قبله وقد ورد حديث عن جعفر الصادق بن محمد عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخلتم بلادا فكلوا من بصلها يطرد عنكم وبائها انتهى واذا قطر ماء البصل فى الاذن نفع ثقل السمع والطنين والماء الواقع فيها والمرة السائلة منها واكله نيا يفنق شهوة الطعام ويسكن الحشا وشمه يفتح مسام البدن ويحلل البخار ويدفع عن شارب المسهل الغثيان ومن كان مسافر فى ايام الحر فليشم له بصلة ولا ياكل منها سيئا فانها تدفع عنه ضرر ريح السموم وهو ينفع داء الثعلب اذا وقع فى اللحية او فى موضع اخر فيؤخذ بذر البصل ويسحق مع الكمون الاسود ويربيه فى الزيت الطيب ويدهن به مواضع داء الثعلب واذا اخذ بذره وسحق مع الملح وربى فى الخل وحط على الثاليل قطعها وماء البصل مع العسل والخل اذا كحل به عين الدابة اذهب البياض عنها واذا سحق دقاق حصا لبان وزيت فى ماء البصل ولزق منه بقطنة او خرقة على الانف قطع الرعاف وبذره مع بذر خص وبذر خشخاش اجزاء متساوية اذا وضع فى اى طعام توم اكله لوقته وورد فى الحديث الشريف من اكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مسجدنا او مصلانا وهذا الحديث له اصل <> المطلق عليه فى العربيه التقريب وشهد الحديث بكونه خبيثا ومثله الكرات كما ورد به الحديث غير انه اخر الاخيرين(؟) حديثا وهو نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكل الكرات فلم ينتهوا ولم يجدوا من ذلك بدا الحديث وفى اواخره من اكلها فلا يغشانا فى مسجد انتهى وفى تفسير البغوى ان المائدة التى نزلت من السماء على عيسى كان فيها سمكة مشوية ليس عليها شوك وعند راسها ملح وعند ذنبها خل ومن حولها انواع البقول ما خلا الكرات واذا خمسة ارغفة على واحد زيتون وعلى الاخر عسل وعلى الثالث سمن وعلى الرابع جبن وعلى الخامس قديد انتهى بقى ان يقال هل التنباك به المرتبة فى عدم دخول شاربها المسجد مادام يوجد منه ريحها من غير تكلم فى حرمته ولا فى حله اذ ذلك رتبة المجتهد والاصل التوقف وفيه نظر ولا اقول ذلك اعتراضا على شاربها بل بيانا للحكم بطريق المناسبة والا فهى بلية عمت وظهرت فى القرن العاشر وارخه بعضهم بقوله مقتبسا من القران العظيم يوم تاتى السماء قال خلى عن الدخان اجبنى هل له فى كتابكم ايماء قلت ما فرض الكتاب بشئ ثم ارخت يوم تاتى السماء وعلى كل فالبصل من ادنى الاطعمة ولا ينبغى الاكثار منه فانه مضر بالعين
Page 39