فاجاب بان مكة شرفها الله تعالى عين الدنيا ولا بدع ان كان ماء العين مالحا وهو جواب من اللطف بمكان عظيم والذى لاح لى من الجواب عند تأليف هذا الكتاب ان الحكمة فيه اظهار فضل ذلك الماء لذاته لا لوصف زائد فانها لو كانت شديدة الحلاوة ربما اسند ما ورد فيها وعلل بالحلاوة وانما كان لخصوصية بذلك الماء والله اعلم حيث يجعل رسالاته وفيه ارشاد الانسان بان الله سبحانه وتعالى يضع اسرارا عظيمة فى بعض مخلوقاته مخالفة لما يقتضيه ظاهر الحال اذ ظاهر الملوحه وعدم الحلاوة يقتضى الفضوليه لكن ورد فى الحديث ان الله سبحانه وتعالى لا ينظر الى صوركم بل ينظر الى قلوبكم ومن تامل ذلك بعين قلبه استخرج منه مالم يخطر على بال ولى في الغيب أمال
Page 15