Fruits de la Repentance dans les Correspondances des Littérateurs
فاكهة الندماء في مراسلات الأدباء
Genres
أخاف إن قلت لم يصدق له نظر
من كان في كل أمر صادق النظر
وكتب إليه الشيخ عبد الرحمن الصوفي الزيلعي (من القاهرة):
إن أبدع ما تحدث به البراعة على منابر الأنامل، وأبرع ما سجعت به في رياض الطروس فهاجت منه البلابل؛ سلام تتأرج الأرجاء بعرف طيبه، وتنتسب الآداب لغزله ونسيبه، وبث شوق خصمه ألد، وغريمه لا يرد، يوري أواري، ويؤجج نار تذكاري، أهديهما لحديقة الآداب، ونور حدقة أعين أولي الألباب، خزانة الأدب، وشنوف الذهب، ونفحة الريحانة، ورشحة طلا الحانة، وسلافة العصر، ويتيمة الدهر، شمس اللطف والجمال، وبدر الظرف والكمال، من تزمل بالمعارف، وتدثر باللطائف، الشيخ الأكرم، والشهم الأفخم، من لا أسميه؛ تكرمة له وإجلالا. لا زال في عز وأمان، من طوارق الحدثان، ما هب نسيم الصباح، وتذكر مشتاق عهد الوجوه الصباح.
هذا والباعث لتحريره، وتنميقه وتحبيره، محض السؤال عن عزيز الخاطر العاطر، والمزاج الباهي الباهر، واللطف الزاهي الزاهر. لا زلتم تجنون من رياض العلم ثمار المعارف، وترفلون بأردية اللطائف والعوارف. هذا ونعرف جنابكم الشريف بأننا قد حصل لنا سوء حظ من بيروت حينما توجهنا إليها لعدم التشرف بجنابكم التي كانت هي غاية القصد والمراد، ولكن لم تزل حاضرا في القلوب، ومن المعلوم أن ما في القلوب كالمشاهد. ولا غرو من بعد الديار؛ فإن الشمس تنظر عن بعاد. هذا ولتأكيد الخلوص في المحبة البهية، بادرنا بترقيم هذه الصحيفة الثنية، فمهما لزم يكون أسير الإشارة فضلا عن صريح العبارة. ودمتم والسلام.
المحب المخلص لكم
عبد الرحمن الصوفي الزيلعي
عفي عنه
يا فتاح:
بلغت مقاما لم تنله الأوائل
Page inconnue