196

Fruits des califes et amusement des subtils

فاكهة الخلفاء و مفاكهة الظرفاء

Enquêteur

أيمن عبد الجابر البحيري

Maison d'édition

دار الآفاق العربية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

فاضطر الملك من أموره واشتغل لإيقاعه بنذوره وجعل ينصب له شرك الوقائع ويجتهد ف إيقاعه بكل دان وشاسع وذلك الباغي أحذر من الغراب وأسهر من طالع الكلاب والملك لا يقر له قرار ولا يطيب له عيش لا بالليل ولا بالنهار فكان من أحسن الاتفاق أن علق ذلك الباغي ببعض الأوهاق فحمل إلى حضرة الملك وهو في قيد البلاء مشتبك فلما رآه في قيد النكد بادر إلى الأرض فسجد وقال الحمد لله المغيث حيث أمكن منك أي خبيث أترى هذا المنام فهو أضغاث أحلام أم سمح الزمان بأهل العدوان وأنا يقظان ثم شرع في السب والتجديع والتوبيخ والتقريع وأقسم بالفالق الأصباح وخالق الأرواح والأشباح ليفعلن بذلك النباح من النكال والجراح ما فعل المصطفى ﵊ مع سراق اللقاح وليذيقه كأس البأس وليجرعنه من خمر المنية أمر كأس ثم أمر الجلاد أن يأتيه بماله من القطع والسيف والعتاد فعلم ذلك الزنديق أنه وقع في الضيق وأنه لا ينجيه أخ ولا صديق ولا افتداء بشقيق ولا حميم وشفيق فضلًا عن مال ومنال أو خيل ورجال فلما غسل يده من العيش استهوته الخفة والطيش فشرع في السباب ودخل في الشتم من كل

1 / 252