يوجف عليها بخيل ولا ركاب (1)، ثم قدمها لابنته الزهراء (2)، وبقيت عندها حتى توفي أبوها صلى الله عليه وآله وسلم فانتزعها الخليفة الأول رضى عنه الله - على حد تعبير صاحب الصواعق المحرقة (3) - وأصبحت من مصادر المالية العامة وموارد ثروة الدولة يو مذاك، حتى تولى عمر الخلافة فدفع فدكا إلى ورثة (4) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبقيت فدك عند آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن تولى الخلافة عثمان بن عفان فأقطعها مروان بن الحكم على ما قيل (5)، ثم يهمل التاريخ أمر فدك بعد عثمان فلا يصرح عنها بشئ. ولكن الشئ الثابت هو أن أمير المؤمنين عليا انتزعها من مروان على تقدير كونها عنده في خلافة عثمان - كسائر ما نهبه بنو امية في أيام خليفتهم. (في عهد أمير المؤمنين:) وقد ذكر بعض المدافعين عن الخليفة في مسألة فدك أن عليا لم يدفعها عن المسلمين بل اتبع فيها سيرة أبي بكر، فلو كان يعلم بصواب الزهراء وصحة دعواها ما انتهج ذلك المنهج. ولا اريد أن أفتح الجواب بحث التقية على مصراعيه واوجه بها
---
(1) كما هو مقتضى النص القرآني: (وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) الحشر / 6. (2) فتوح البلدان: 44. (3) راجع: الصواعق المحرقة: 38. (4) راجع: شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16: 213. (5) فتوح البلدان: 44، إن بني امية اصطفوا فدك وغيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، شرح نهج البلاغة 16: 216.
--- [37]
Page 36