Fadak dans l'histoire
فدك في التاريخ
Genres
بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاحتلال الوكر اليهودي على رأس جيش فرجع فارا ثم أرسل الفاروق (رضي الله تعالى عنه) وإذا به من طراز صاحبه (1) حيث تبخرت في ذلك الموقف الرهيب حماسة عمر وبطولته الرائعة في أيام السلم التي اعتز بها الأسلام يوم أسلم كما يقولون. ورجع عمر مع أصحابه يجبنهم ويجبنونه (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني دافع الراية غدا لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له (3). يشعر كلامه هذا بتعريض بليغ يدغدغ به مشاعر القائدين الفاشلين واعتزاز صريح بعليه العظيم الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (4). يا خليفتي المسلمين - أو بعض المسلمين - رضي الله تعالى عنكما أهكذا كان نبيكما الذى قمتما مقامه ؟ ألم تتلقيا عنه دروسه الفذة في الجهاد والمعاناة في سبيل الله ؟ ألم يكن في صحبتكما له طوال عقدين حاجز
---
(1) راجع مسند أحمد 5: 253، المستدرك / الحاكم 3: 27، كنز العمال 6: 394، تاريخ الطبري 2: 136. (الشهيد) (2) هذا تصوير علوي رائع للقائد الفاشل والجنود المتخاذلين وقد اطلع كل منهما على ضعف الاخر فأخذ يهول الموقف ليجد له من ذلك عذرا في الفرار. (الشهيد) راجع تاريخ الطبري 2: 136.. (3) صحيح البخاري 5: 18، مسند الأمام أحمد 5: 353، الترمذي 5: 596، صحيح مسلم 4: 1873. (4) وأكبر الظن ان الجيش الذي سار الأمام على رأسه لاحتمال المستعمرة اليهودية هو والجيش الذي فر بالأمس، ونفهم ممن هذا مدى تأثير القائد على جيشه وتكهرب الجيش بمشاعره فإن عليا استطاع أن يجعل من اولئك الجنود الذين كانوا يجبنون الفاروق في الحملة السابقة أبطالا فتحين بما سكب في أرواحهم من روحة العظيمة المتدفقة بالحماس والأخلاص.
--- [131]
Page 130