2 .
ومثل هذا يقال فيما ورد عنهم من الكلام في الأنواء والسماء؛ فهي معلومات بنيت على تجربة ناقصة تصيب حينا وتخطئ أحيانا؛ ويتناقلها الناشئون على آبائهم، كذلك لا أثر للمذاهب الفلسفية عندهم - لما بينا من قبل - ولا تعتد بقول الذين يبحثون عن أبيات من الشعر الجاهلي وجدت فيها خطرات فلسفية، فيزعمون أنها مذاهب فلسفية، فإذا قال الأعشى:
استأثر الله بالوفاء وبالعد
ل وولى الملامة الرجلا
قالوا: إنه مذهب فلسفي يراد به رفع التبعة عن الإنسان، وكذلك قالوا في مثل قول الآخر:
حياة ثم موت ثم بعث
حديث خرافة يا أم عمرو
وقول زهير:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطئ يعمر فيهزم
Page inconnue