L'Aube de l'Islam

Ahmad Amin d. 1373 AH
107

L'Aube de l'Islam

فجر الإسلام

Genres

وفي الفصل الثاني اعتمدنا على ما ذكر من الكتب العربية أثناء البحث.

الجزء

التأثير اليوناني - الروماني

الفصل العاشر

النصرانية

فتح المسلمون البلاد وهي مملوءة بالنصارى في مصر وبلاد المغرب والأندلس والشام، وكانت النصرانية عند الفتح منقسمة إلى جملة طوائف، أشهرها في الشرق ثلاثة: اليعاقبة، وكانت منتشرة في مصر والنوبة والحبشة، والنساطرة

1 : وكانت منتشرة في الموصل والعراق وفارس. والملكانية: وكانت منتشرة في بلاد المغرب وصقلية والأندلس والشام، وكان بين هذه المذاهب جدال في العقائد الدينية؛ فاليعاقبة كانوا يرون أن المسيح هو الله، وأن الله والإنسان اتحدا في طبيعة واحدة هي المسيح؛ والملكانية والنساطرة قالوا: إن للمسيح طبيعتين متميزتين: الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية، وإن اختلفت الطائفتان فيما عدا ذلك من التفاصيل، وقد استمر الخلاف بين هذه الفرق في: هل اللاهوتية وما للناسوتية من إرادة وفعل متحدتان في المسيح، أو مختلفتان؟ قالت اليعاقبة بالأولى، وقالت النساطرة: إن للمسيح ناسوتية لها إرادة، ولها فعل يختلف كل الاختلاف عن العنصر اللاهوتي

2 ، واختلفوا في تصوير اتحاد اللاهوت بالناسوت، فقال اليعاقبة: كاتحاد الماء يلقى في الخمر فيصيران شيئا واحدا، وقالت النسطورية: كاتحاد الماء يلقى في الزيت، فكل واحد منهما باق بحسبه، وقالت الملكانية: كاتحاد النار في الصفيحة المحماة

3 .

وقد سقنا هذا لنبين أن الفرق النصرانية المنتشرة في البلاد التي فتحها المسلمون كانت مختلفة، وكانت تتجادل في العقيدة في الله جدالا شديدا، والقرآن نفسه حكى شيئا عن بعض أقوال هذه الفرق ورد عليها، فقال:

Page inconnue