Fajjala autrefois et aujourd'hui
الفجالة قديما وحديثا
Genres
ومن آثار المرحوم ميخائيل بك جاد في شارع الفجالة كنيسة العذراء التي شيدها في زاوية من أملاك عائلته، وخصص مبلغا من ريع الوقف للإنفاق عليها. (5-6) تشابه في وقفيتين
وكما تشابه المرحومان عريان بك ودميان بك في الوجاهة والسكنى والوظيفة، فقد اقتفى ثانيهما أثر والد الأول في وقفيته الخيرية، وهي تقضي بحرمان كل أنثى في العائلة توريث خلفها مما ورثته عن عائلتها، سواء كان الورثة ذكورا أم إناثا.
وقد قرأت في مؤلفات المرحوم قاسم بك أمين أن من احتقار أهل الوجه القبلي لبناتهم أنهم يمنعون توريثهن، وسألت سعادة أندراوس باشا - والرجل من صميم الصعيد وأقدم عائلاته - عن صحة هذه الرواية، فقال: هذا حديث لا حقيقة له بالمرة، ولم نسمع عن حرمان البنات إلا في وقفيتي عريان ودميان. (5-7) العلامة لينان باشا ده بلفون
وممن راقتهم الفجالة وسكنوها، قبل الاحتلال الإنكليزي، العلامة الشهير لينان باشا الفرنسوي صاحب المآثر الخالدة في هندسة القناطر الخيرية، وإنشاء قنال السويس. حضر إلى مصر سنة 1818 وهو في العشرين من سني حياته، بوظيفة رسام في بعثة يرأسها الكونت ده فوربين للبحث عن الآثارات، ثم التحق بخدمة لجنة إنكليزية تشتغل بالمسائل الجغرافية والري، فطاف أنحاء البلاد طولا وعرضا، ودون بحثا دقيقا عن بحيرة موريس، وبتدبيره تم نقل المسلات الأثرية، التي أهداها محمد علي باشا إلى الحكومة الإنكليزية، من الإسكندرية إلى مدينة لندن.
وبدأ سنة 1823 بجس أرض برزخ السويس، والنظر في أرض شبه جزيرة سينا، فقضى 18 شهرا، وهو يتجول بين العريش والعقبة، ثم قضى زمنا آخر على ساحل البحر الأحمر في المنطقة الواقعة بين السويس وجبل الزيت.
ثم سافر إلى لندن، وهناك قابل إبراهيم باشا ابن محمد علي، فعرض عليه الباشا الخدمة في الحكومة المصرية، فقبل الطلب مشترطا أن يبقى سنة للبحث والتنقيب في جزيرة سينا، وعلى أثر ذلك عين مهندسا للحكومة في الوجه القبلي سنة 1828.
وشرع في النظر في إصلاح حالة الري في الوجه البحري سنة 1833، ولبث يعمل في هذه المهمة بالاشتراك مع جماعة من المهندسين الفرنسويين حتى سنة 1835، وفي ذاك الحين نظمت نظارة للمعارف والأشغال العمومية، وعين لينان أفندي مديرا لقسم الأشغال، فوضع أساس وزارة الأشغال الحاضرة، ورتب مشروعات محمد علي وبدأ في تنفيذها، ففي سنة 1838 حفر ترعة الزعفران، وسهل الملاحة في الشلالات بين أصوان والخرطوم، وفي سنة 1839 أنشأ قنطرة على بحر شبين، وبينا هو مهتم بتنجيز هذه المشروعات استدعي إلى سوريا، وبعد أن عاد منها أتم خريطة الفيوم والوجه البحري، ووضع مشروع حفر قنال السويس مستندا في عمله إلى المباحث التي قام بها رجال بعثة نابليون والمسيو ليبير والمسيو مينو.
وحضر الدوق دومونبانسييه إلى القطر المصري في سنة 1845، فزار برزخ السويس مع المسيو لينان، فكانت هذه الزيارة النواة التي بنى عليها تنفيذ مشروع القنال، فتألفت لذلك جمعية دولية كان المسيو لينان مرشدها في كل ما يختص بالبرزخ وبحيراته ومناسيبه.
وفي سنة 1849 عهد إلى المسيو لينان إنشاء طريق للعربات بين القاهرة والسويس، وفي سنة 1850 كلف وضع نظام لتوزيع المياه في القاهرة، ثم انتدب نائبا عن الحكومة المصرية لمفاوضة شركة قنال السويس بمدينتي لندن وباريس.
وفي سنة 1856 أتم مشروع مد المياه الحلوة من النيل إلى قنال السويس، وكان في أيام سعيد باشا يد الحكومة العاملة في حفر القنال.
Page inconnue