استخرت الله تعالى، وأجبتهم إلى ما سألوني إياه، ولم يسعني الانكفاف عنه إشفاقا من الوعيد في قوله تعالى: إِنَّ اَلَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ اَلْبَيِّناتِ الآية [البقرة: ١٥٩]، وامتثالا لأمر رسول الله ﷺ بالإلطاف والتّحديث لمن سأل الحديث، كما حدّثنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتّاب ﵀، إذنا، قال: حدّثني أبي ﵀، قال: حدثنا خلف بن يحيى، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد، هو ابن الحدّاد، قال: حدثنا أبو سعيد ابن الأعرابي، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: حدثنا عليّ بن عاصم، قال: حدثنا أبو هارون عمارة بن جوين العبديّ، قال: كنّا إذا أتينا أبا سعيد الخدريّ قال لنا: مرحبا بوصيّة رسول الله ﷺ، قال لنا رسول الله ﷺ: «إنه سيأتي من بعدي قوم يسألونكم الحديث، فإذا جاءوكم فالطفوهم وحدّثوهم» (١).
وحدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد، قال: حدثنا أبو مروان عبد الملك بن سراج، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن فراس، عن محمد بن إبراهيم بن الفضل، عن أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، قال: كان عروة بن الزّبير يتألّف الناس إلى حديثه ورغبة في دعوة رسول الله ﷺ بالنّضرة لمن سمع فوعى ما سمع، فأدّاه كما سمع إلى من لم يسمع. كما حدّثناه أبو محمد بن عتّاب ﵀، إذنا، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن أبي بكر الصّدفيّ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عليّ بن عبد الملك بن عمير، قال: حدثنا / أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطّاب (٢)، قال: حدثنا الأصمّ، قال: حدثنا الرّبيع بن سليمان، قال: حدثنا الشافعيّ، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن
_________
(١) إسناده ضعيف جدا، وتقدم قبل قليل تخريجه والكلام عليه.
(٢) هو الخطابي المتوفى سنة ٣٨٨ (تاريخ الإسلام ٨/ ٦٣٢) ويتحرف اسمه في بعض المطبوعات إلى «أحمد».
1 / 30