Comprendre la Compréhension: Une Introduction à l'Herméneutique: La Théorie de l'Interprétation de Platon à Gadamer
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
Genres
نعيش «نحو» شيء ما، وفي توجه إلى الخبرة، ومن ثم فهناك بنية قصدية في النصية والتعبير، وفي معرفة الذات وفي معرفة الآخرين، هذه القصدية هي أيضا مسافة: الوعي ليس في هوية مع موضوعاته، بل هو يقصد إلى موضوعاته ويراودها.
وحيث إن الوعي بالذات، وكذلك الوعي بالآخر، أمر قصدي، فإن هذا يعني أن في قلب الوجود وصميمه ثمة مسافة: هذه المسافة قد يقال لها «الدلالة»
Signification ... تصنيع الخبرة.
الوعي الذاتي فعل ثقافي، والثقافة فعل شخصي، وفي هذا يقول ريكور: «من ناحية، يمر الفهم الذاتي خلال منعطف فهم العلامات الثقافية التي فيها توثق النفس ذاتها وتشكلها، ومن الناحية الأخرى فإن فهم النص ليس غاية في ذاته، إنه يتوسط علاقة المرء بذاته، المرء الذي لا يجد في دائرة التأمل المباشر معنى حياته الخاصة؛ لذا لا بد أن نقول بنفس القوة: إن التأمل ليس شيئا بدون وساطة العلامات والأعمال (الفنية، الأدبية ... إلخ) وأن التفسير ليس شيئا إذا لم يكن مندمجا كحالة وسطى في عملية الفهم الذاتي، وباختصار: في التأمل الهرمنيوطيقي - أو في الهرمنيوطيقا التأملية - فإن تشكيل «النفس» يكون متعاصرا مع تشكيل «المعنى»» (بول ريكور: ما هو النص).
وفي علاقة الثقافة بالنفس يقول جادامر: «بزمن طويل قبل أن نفهم أنفسنا من خلال عملية التفحص الذاتي، فإننا نفهم أنفسنا بطريقة بديهية في الأسرة والمجتمع والدولة التي نعيش فيها، إن بؤرة الذاتية هي مرآة غير أمينة، وإدراك المرء لذاته لا يعدو أن يكون بصيصا ضئيلا في الدوائر المغلقة للحياة الاجتماعية، هذا هو السبب في أن تحيزات الفرد تشكل الواقع التاريخي لوجوده.»
لكي «يفهم»
understand
المرء ينبغي أن «يفهم سلفا»
fore-understand
أن يكون لديه موقف، استباق، سياقية، هذا هو ما يعرف ب «دائرة الهرمنيوطيقا»: فالمرء لا يسعه أن يعرف إلا ما هو مؤهل لمعرفته، يمكن أن نعد دائرة الهرمنيوطيقا عملية تضييق فطري وتعمية ذاتية لا تسمح للمرء بأن يعرف إلا ما هو مؤهل لمعرفته، وبحسب النظرية التأويلية الفينومينولوجية فإن دائرة الهرمنيوطيقا ليست مغلقة بل مفتوحة، وذلك بفضل الطبيعة الرمزية والتأملية الذاتية لوجودنا.
Page inconnue