Comprendre la Compréhension: Une Introduction à l'Herméneutique: La Théorie de l'Interprétation de Platon à Gadamer
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
Genres
Exegesis
بوصفه العنصر المحوري المميز للهرمنيوطيقا، يقول ريكور إننا نعني بالهرمنيوطيقا نظرية القواعد التي تحكم التأويل، أي تأويل نص معين أو مجموعة من العلامات التي يجوز اعتبارها نصا، التحليل النفسي على سبيل المثال، وبخاصة تفسير الأحلام، هو شكل من الهرمنيوطيقا من غير شك، ذلك أن كل عناصر الموقف الهرمنيوطيقي تتوافر فيه: فالحلم هو نص ... نص مليء بالصور الرمزية، والمحلل النفسي يستخدم نسقا تأويليا لكي يقيض للحلم تفسيرا يخرج المعنى الكامن إلى السطح. الهرمنيوطيقا هي عملية فك الرموز التي تمضي من المحتوى الظاهر أو المعنى الظاهر إلى المعنى الكامن أو الخفي، أما موضوع التأويل، أي النص بمعناه العريض، فقد يكون رموزا في حلم، وقد يكون أساطير المجتمع والأدب ورموزهما.
تميز دراسة ريكور بين الرموز المحددة الأحادية المعنى
Univocal
والرموز الملتبسة المتعددة المعنى
Equivocal : أما الأولى فهي علامات تشير إلى معنى واحد، ومن أمثلتها الرموز في المنطق الرمزي، وأما الثانية فهي مجال الهرمنيوطيقا الحقيقي؛ لأن على الهرمنيوطيقا أن تتعامل مع النصوص الرمزية ذات المعاني المتعددة، مثل هذه النصوص قد تشكل وحدة سيمانتية (دلالية )، كما في الأساطير، لها معنى سطحي خارجي مترابط تماما ولها في الوقت نفسه دلالة باطنة أعمق، والهرمنيوطيقا هي النسق الذي به تنكشف الدلالة العميقة الكامنة تحت المحتوى الظاهر.
غير أن عملية البحث عن معنى خفي في الأحلام وفي زلات اللسان يبين، في حقيقة الأمر، عدم الثقة - أي الارتياب - في الواقع الخارجي أو الظاهر، ومن مآثر فرويد أنه جعلنا «نرتاب» في فهمنا الواعي لأنفسنا، وأنه يهيب بنا بعد أن نحطم خرافاتنا وأوهامنا، بل حاول فريد أن يثبت لنا، كما في «مستقبل وهم»، أن أعز اعتقاداتنا وأعمقها هي في حقيقتها أوهام طفلية، وظيفة الهرمنيوطيقا الفرويدية إذن هي «تحطيم الأوثان»
Iconoclasm .
هذا ما دفع «ريكور» إلى أن يقول بوجود نظامين من الهرمنيوطيقا في الأزمنة الحديثة مختلفين تمام الاختلاف: أما الهرمنيوطيقا الأولى فتمثلها فكرة بلتمان عن «نزع الطابع الأسطوري»
Demythologizing ، وهي تتعامل مع الرمز بمودة وحب في محاولة لاسترداد معنى خفي فيه، وأما الثانية فتعمد إلى تدمير الرمز بوصفه تمثيلا لواقع زائف، إنها تنزع الأقنعة وتحطم الأوهام في محاولة عقلية لا هوادة فيها لكشف الأستار وفضح التعمية والزيف
Page inconnue