Comprendre la Compréhension: Une Introduction à l'Herméneutique: La Théorie de l'Interprétation de Platon à Gadamer
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
Genres
والعالم غير البيئة، فالإنسان وحده هو من لديه عالم، «يتعين على المرء لكي يكون له عالم أن يكون قادرا على أن يحتفظ أمامه بفضاء مفتوح يتسنى فيه للعالم أن يتكشف له كما هو، أن تمتلك عالما يعني في الوقت نفسه أن تمتلك لغة.» الحيوانات مثلا ليس لديها عالم، وليس لديها لغة، من المؤكد أن الحيوانات يفهم بعضها بعضا بطريقة ما، ولكن هذا ليس لغة (اللهم إلا عند رجل العلم الذي يعتنق نظرة أداتية محضة إلى اللغة بوصفها علامة)، فاللغة بوصفها القدرة على فتح فضاء يكشف فيه عالم عن نفسه هي شيء لا يملكه الحيوان، فالحيوانات، على سبيل المثال، لا يمكنها استخدام جهازها التواصلي في الوصول إلى «فهم» حول موقف أو حدث في الماضي أو المستقبل، وحدها اللغة، بقوتها الحقيقية على تأسيس عالم، يمكنها أن تفعل ذلك.
من بالغ الخطأ أن ننظر إلى هذا «العالم» على أنه من ممتلكات الذات أو مقتنياتها، فهذا خطأ يسم ويميز التفكير الحديث المرتكز على الذاتية، إنما العالم شيء «بين ذاتي»
Intersubjective
و«عبر شخصي»
Transpersonal
وكذلك اللغة، ولما كانت اللغة مصنوعة لتلائم العالم فهي مهيأة للعالم وليس لذاتيتنا، بهذا المعنى (وليس بالمعنى العلمي) تكون اللغة شيئا موضوعيا.
العالم إذن ليس شيئا لا شخصيا، ولا هو دائرة مغلقة على فرد معزول كأنها بالون هائل من إسقاط عقله وإدراكاته، والأقوم أن ننظر إلى العالم على أنه «بين الأشخاص»، إنه الفهم المشترك بين الأشخاص والوسط الحامل لهذا الفهم، والشيء الذي يتيحه ويجعله ممكنا هو اللغة، واللغة، بوصفها مجال تفاعل متبادل، ليست في حقيقتها «أداة» مشيدة من أجل الفهم، فلو كان الأمر كذلك لكان الإنسان يعيش في نطاق أشبه بنطاق الفهم القائم بين الحيوانات، إنما الفهم في حالة الإنسان هو فهم لغوي، ومن ثم فالذي بين الناس هو «عالم»، العالم إذن هو أرض مشتركة يميزها كل شخص وتربط بين كل من يتواصل في إطارها.
وحيث إن الفضاء المفتوح الذي يعيش فيه الإنسان هو مجال الفهم المشترك الذي تخلقه اللغة بوصفه عالما، فمن البين إذن أن «الإنسان يعيش في اللغة». «ما كانت اللغة مجرد شيء مثبت يصادفه الإنسان في عالمه، إنما في اللغة ومن خلال اللغة يتسنى للإنسان أن يمتلك عالما على الإطلاق.» يعني ذلك أن كلا من اللغة والعالم يند عن التحول الكامل إلى «موضوع»
Object ، اللغة (وكذلك العالم) تشمل الإنسان وتحيطه وتغمره بحيث لا يستطيع الإنسان، بأي معرفة أو تأمل، أن يتجاوز اللغة أو العالم. بهذا المعنى يمكننا القول بأن الخبرة اللغوية بالعالم هي «مطلق»
Absolute
Page inconnue