والمقام (^١). وثبّت أقدامنا في كلّ موقف اجتهاد وجهاد تتزلزل دونه الأقدام (^٢).
وأمّا إفضاء النّوبة في الملك وميراثه بعد والده وأخيه الكبير إليه. وإفاضة (^٣) هذه المواهب العظيمة (^٤) عليه. وتوقّد (^٥) الأسرّة التي (^٦) طهّرها إيمانه، وأظهرها سلطانه فقد أورثه (^٧) الله من اصطفاه من عباده، وصدّق المبشّرات له من كرامة أوليائه (^٨) وعبّاده.
وأمّا حكاية اجتماع الإخوان والأولاد والأمراء الكبار (ومقدّمي) (^٩) العساكر وزعماء البلاد في مجمع قوريلتاي الذي ينقدح (^١٠) فيه زند (^١١) الآراء، وأنّ كلمتهم اتفقت (^١٢) على ما سبق (^١٣) به حكم (^١٤) أخيه الكبير (^١٥) من إنفاذ العساكر إلى هذا الجانب، وأنه فكّر فيما اجتمعت عليه آراؤهم، وانتهت إليه أهواؤهم فوجده مخالفا لما في ضميره / ٧٥ أ / إذا قصده الصلاح ورأيه الإصلاح، وأنه أطفأ تلك النائرة، وسكّن تلك الثائرة، فهذا فعل الملك المتّقي، المشفق من قومه على من بقي، المفكّر في العواقب، بالرأي الثاقب، وإلاّ فلو تركوا وآراءهم (^١٦) حتى تحملهم (الغرّة) (^١٧) لكانت تكون هذه الكرّة (^١٨). لكن هو كمن خاف مقام ربّه ونهى