معدوقة بالصاحب الوزير بهاء الدين (علي بن) محمد، وكان ممّن أعطى المنصب حقّه وزاد، وظهر من القعدد في صورة جرى فيها على المألوف من قعدد الوزارة المعتاد. فقام بشروط هذا العقد أتمّ قيام، وأمر بحضور القضاة والحكّام، والأمراء ذوي النقض والإبرام، والقرّاء والوعّاظ، وكاد لكثرة جمعهم أن يضيق بهم ما للملك من سعة المقام. وكان قد وقع الاختيار على قراءته، وتمام عقده عند صلاة الفجر على ما اقتضاه الطالع، فلم يتّفق أن قرئ إلاّ بعد الإسفار، وتبلّج وجه النهار، وما كان إلاّ ما سرّ، وما ضرّ، ولا خولفت عادة السعد بمخالفة الطالع، بلا حلا استحلا تلك القصور في ضوء الشمس وإن ذهب وقت الاختيار ومرّ.
وكنت حامل هذا الكتاب إلا أنّي حطّيته واسترحت بما نابني من عموم فضله، ووصلني به الصدر محيي الدين من صلته، وما زلت منضويا إلى سابغ ظلّه. واقتضى لي التدريب في صنعة كتابة / ٩ ب / الإنشا أن أجرّب القريحة، وقد كانت من دأب الكدّ إذ لم أكن بعد تعلّقت بخدمتهم مستريحة، أن أنشئ (^١) مثال ما أنشئ في هذا المعنى فأنشأت:
الحمد لله الذي ألّف بين الحلبات من القدم فأحسن التأليف، وعارف بينها بما قدّر من الأزل فلم يكن عن نكرة ذلك التعريف، منوّه من اجتباه حسن الاختيار من حيث لا يحتسب، ومخوّل من اصطفاه من غدا به يزداد شرفا به حين ينتسب. ومعلي مكانة من خوطب بما لم يكن في أمله من الصّهارة حين خطب، ومريده بأهليّة التأهّل تنويها إلى تنويهه، ومتمّ نعمة من أخفق على رأسه لواء الحمد تنبيها إلى تنبيهه. جاعل وسيلة النكاح إلى مزيّة القرب أتمّ وسيله، وصلته بعائد علوّ الذي ما زال يوضح سبيله. نحمده على حسن تأهيله، وتضاعف مجده وتأثيله. ومزيّة قربه وقرب مزيّته، وصلاح تمامه وتمام صلاحيّته. / ١٠ أ / وتهيئة أسبابه وأسباب تهيئته (^٢).
ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له شهادة (من حكم له) (^٣) صحيح الاعتقاد البادي من خلوص خطابه، وقضى له توحيده بجزيل ثوابه. الذي يجد نفعه إذا تديّر الفردوس وثوى به.
_________
(^١) في الأصل: «أنشا».
(^٢) في الأصل: «تهيئاته».
(^٣) عن الهامش.
1 / 32