ولا تحسبني كافرا لك نعمة
على شاهدي يا شاهد الله فاشهد
قوله على شاهدي أي على لساني شاهد الله أي الملك. ومن ذلك أحكام كانت في الجاهلية أقرها الله في الإسلام لا يبعد أن تكون من بقايا دين إسماعيل صلى الله عليه وسلم منها دية النفس مائة من الإبل ومنها إتباع حكم المبال في الخنثى ومنها البينونة بطلاق الثلاثة وللزوج على المرأة في الواحدة والاثنتين.
[1.10.7]
فهذه حالها في الجاهلية مع أحوال كثيرة في العلم والمعرفة سنذكرها بتمامها بعد إن شاء الله.
1.1.11
[1.11.1]
ثم أتى الله بالإسلام فابتعث منها النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء وخاتم الرسل وناسخ كل شرعة وحائز كل فضيلة فنشر عددها وجمع كلمتها وأمدها بملائكته وأيدها بقوته ومكن لها في البلاد وأوطأها رقاب الأمم وجعل فيها خلافة النبوة ثم الإمامة خالدة تالدة حتى يأتي المسيح صلى الله عليه وسلم فيصلي خلف الإمام منها فاردة لا يستطيع أحد أن يأتي بمثلها.
[1.11.2]
وخاطبها يومئذ لا عجم فيها فقال {كنتم خر أمة أخرجت للناس} فلها فضل هذا الخطاب والأمم طرا داخلة عليها فيه وأما قوله لبني إسرائيل {وهو فضلهم على العالمين} فإنه في باب العام الذي أريد به الخاص كقوله حكاية عن إبراهيم {وأنا أول المسلمين} وحكاية عن موسى {وأنا أول المؤمنين} وقد كانت الأنبياء قبلهما مؤمنين ومسلمين فإنما أراد موسى زمانه وكذلك قوله {وإني فضلتكم على العالمين} يريد عالمي زمانهم.
[1.11.3]
Page inconnue