ومن ذا رحمك الله صفا فلم يكن له عيب وخلص فلم يكن فيه شوب؟ وقيل لبعض الحكماء هل من أحد ليس فيه عيب؟ فقال لا لأن الذي ليس فيه عيب هو الذي لا يموت. وعائب الناس يعيبهم بفضل عيبه وينتقصهم بحسب نقصه ويذيع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته ولا شيء أحب للفاسق من زلة العالم ولا إلى الخامل من عثرة الشريف قال الشاعر [كامل]
ويأخذ عيب الناس من عيب نفسه
مراد لعمري إن أردت قريب
وقال آخر [وافر]
وأجرأ من رأيت بظهر غيب
على عيب الرجال ذوو العيوب
[1.4.2]
وقد كان زياد بن أبي سفيان حين كثر طعن الناس عليه وعلى معاوية في استلحاقه عمل كتابا في المثالب لولده وقال من عيركم فقرعوه بمنقصته ومن ندد عليكم فابدهوه بمثلبته فإن الشر بالشر يتقى والحديد بالحديد يفلح.
1.1.5
[1.5.1]
وكان أبو عبيدة معمر بن المثنى أغرى الناس بمشاتم الناس وألهجهم بمثالب العرب وحاله في نسبه وأبيه الأقرب إليه حال نكره أن نذكرها فنكون كمن أمر ولم يأتمر وزجر عن القبيح ولم يزدجر وهي مشهورة ولكن كرهنا أن تدون في الكتب وتخلد على الدهر ولا سيما وهو رجل يحمل عنه العلم ويحتج بقوله في القرآن.
[1.5.2]
Page inconnue