ونحن إذا ذكرنا ابا الأجرب جعونة بن الصمة الكلابي في الشعر لم نباه به إلا جريرا والفرزدق لكونه في عصرهما ولو انصف لاستشهد بشعره فهو جار على مذهب الأوائل لا على طريقة المحدثين وإذا سمينا بقي بن مخلد لم نسابق به إلا محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري وسليمان بن الأشعث السجستاني وأحمد بن شعيب النسائي وإذا ذكرنا قاسم بن محمد لم نباه به الا القفال ومحمد بن عقيل الفريابي وهو شريكهما في صحبة المزني أبي إبراهيم والتتلمذ له وإذا نعتنا عبد الله بن قاسم بن هلال ومنذر بن سعيد لم نجار بهما الا ابا الحسن ابن المفلس والخلال والديباجي ورويم بن أحمد وقد شاركهم عبد الله في أبي سليمان وصحبته وإذا اشرنا إلى محمد بن عمر بن لبابة وعمه محمد بن عيسى وفضل بن سلمة لم نناطح بهم الا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ومحمد بن سحنون ومحمد بن عبدوس وإذا صرحنا بذكر محمد بن يحيى الرياحي وأبي عبد الله محمد بن عاصم لم يقصرا عن اكابر اصحاب محمد بن يزيد المبرد
ولو لم يكن لنا من فحول الشعراء الا أحمد بن محمد بن دراج القسطلي لما تأخر عن شأو بشار وحبيب والمتنبي فكيف ولنا معه جعفر بن عثمان الحاجب وأحمد بن عبد الملك بن مروان واغلب بن شعيب ومحمد بن شخيص وأحمد بن فرج وعبد الملك بن سعيد المرادي وكل هؤلاء فحل يهاب جانبه وحصان ممسوح الغرة
ولنا من البلغاء أحمد بن عبد الملك بن شهيد صديقنا وصاحبنا وهو حي بعد لم يبلغ سن الاكتهال وله من التصرف في وجوه البلاغة وشعابها مقدار يكاد ينطق فيه بلسان مركب من لساني عمرو وسهل ومحمد بن عبد الله بن مسرة في طريقه التي سلك فيها وان كنا لا
Page 20