وما اعلم هذه الرتبة لأحد قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث وجودة شيوخه فإنه روى عن مائتي رجل واربعة وثمانين رجلا ليس فيهم عشرة ضعفاء وسائرهم اعلام مشاهير ومنها مصنفه في فضل الصحابة والتابعين ومن دونهم الذي اربى فيه على مصنف أبي بكر بن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق بن همام ومصنف سعيد بن منصور وغيرها وانتظم علما عظيما لم يقع في شيء من هذه فصارت تآليف هذا الامام الفاضل قواعد الإسلام لا نظير لها وكان متخيرا لا يقلد أحدا وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه
ومنها في احكام القرآن كتاب ابن أمية الحجاري وكان شافعي المذهب بصيرا بالكلام على أختياره وكتاب القاضي أبي الحكم منذر ابن سعيد وكان دأودي المذهب قويا على الانتصار له وكلاهما في احكام القرآن غاية ولمنذر مصنفات منها كتاب الابانة عن حقائق اصول الديانة ومنها في الحديث مصنف أبي محمد قاسم بن اصبغ بن يوسف بن ناصح ومصنف محمد بن عبد الملك بن ايمن وهما مصنفان رفيعان احتويا من صحيح الحديث وغريبه على ما ليس في كثير من المصنفات ولقاسم بن اصبغ هذا تآليف حسان جدا منها احكام القرآن على ابواب كتاب اسماعيل وكلامه ومنها كتاب المجتبي على ابواب كتاب ابن الجارود المنتقى وهو خير منه وانقى حديثا واعلى سندا وأكثر فائدة ومنها كتاب في فضائل قريش وكنانة وكتابه في الناسخ والمنسوخ وكتاب غرائب حديث مالك بن انس مما ليس في الموطأ ومنها كتاب التمهيد لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر وهو الآن بعد في الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة وهوكتاب
Page 13