Fadil
الفاضل
Maison d'édition
دار الكتب المصرية
Édition
الثالثة
Année de publication
١٤٢١ هـ
Lieu d'édition
القاهرة
Régions
•Irak
Empires
Les califes en Irak
ونظر الأحنف إلى درهم فى يد رجل يقلّبه، فقال: أما إنه ليس لك حتى يخرج عن يديك.
ويروى عن يحيى بن خالد أنه كان يقول: لا يحسن بالملك أن تكون جائزته أقلّ من ألف ألف، وجائزة وزيره أقل من خمسمائة ألف. وكان يعطى ويعتذر كما قال يزيد المهلبىّ:
كم صغّروا منهم والله يكلؤهم ... نعماء ما صغّرت إلا لأن عظموا
ويروى أن المأمون قال لمحمد بن عباد المهلّبى- وكان من أجود الناس:
بلغنى يا محمد أنك تصبّ المال صبّا، قال: يا أمير المؤمنين، حبس الموجود سوء الظنّ بالمعبود. وكان رسول الله صلّى الله عليه يقول: «الله يقول: ابن آدم يقول:
مالى مالى، مالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت» . وقال ﵇: «خصلتان ليس فوقهما من الخير شىء: الإيمان بالله ﷿ والنفع لعباده» . وقال ﵇: «من عظمت نعمة الله عنده عظمت مؤونة الناس عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤونة عرّض تلك النعمة للزوال» .
وقال عبد الله بن العباس: ما رأيت رجلا لى عنده معروف إلا أضاء ما بينى وبينه، وما رأيت رجلا أسأت إليه إلا أظلم ما بينى وبينه. ويروى عن عيسى ﵇ أنه قال: استكثروا من شىء لا تأكله النار، قيل: وما هو؟ قال:
المعروف. وكان ابن السّماك يقول: العجب ممّن يشترى المماليك بماله ولا يشترى الأحرار بمعروفه.
وأنشد منشد عبد الله بن جعفر «١»:
إن الصنيعة لا تكون صنيعة ... حتى يصاب بها طريق المصنع
1 / 35