برسول الله ص ونسب هذا الفرس أنه عقاب بن تيزوب بن قابل بن بطال بن زاد الراكب بن الكفاح بن الجنح بن موج بن ميمون بن ريح أمره الله قال كن فكان بأمره قال الواقدي وأخذ أبو طالب بلجام فرسه وحف برسول الله ص أعمامه فقال ص خلوا عني فإن ربي يحفظني ويكلؤني فرقي الفرس برسول الله ص إلى اليمن فمال النبي ليسقط فمال الفرس معه لئلا يسقط فدخل النبي ص إلى مكة على حالته فشاع خبره في قريش وبني هاشم فتعجب من أمره الخلق وبقي النبي ص فرحا مسرورا عند عبد المطلب.
قال الواقدي ودب النبي ص ودرج وأتى عليه ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام فعندها اعتل عبد المطلب علة شديدة فأمر أن يحمل سريره إلى عند بيت الله الحرام وينصب هناك عند أستار الكعبة وكان لعبد المطلب سرير من خيزران أسود ورثه من جده عبد مناف وكان السرير له شبكات من عاج وآبنوس وصندل وعود أحسن ما يكون إحكاما وهيئة وأمر عبد المطلب أن يزين السرير بألوان الفرش والديباج الرقاق وأمر أن ينصب فوق سريره فسطاط ديباج أحمر ففعل ذلك وحمل عبد المطلب إلى بيت الله الحرام ونام على ذلك السرير المزين وقعد حوله أولاده وكان له من البنين عشرة أنفس فمات عبد الله وبقي بعده تسعة شجعان يعد كل واحد منهم بألف وقعدوا حوله وحفوا بعبد المطلب يبكون ودموعهم تتقاطر على خدودهم كالمطر وقعد النبي ص واجتمعت عند عبد المطلب بطون العرب وكبار قريش مصطفين ما منهم أحد إلا وعيناه تهملان بالدموع فعند ذلك ظهر أبو لهب لعنه الله تعالى وأخزاه وأخذ برأس رسول الله ص ليحنيه وينحيه عن عبد المطلب فصاح عبد المطلب وانتهره وقال له مه يا عبد العزى أنت من عداوتك لا تنفك من إظهارك لبغضك محمد ص اقعد مكانك واسكت عنه فقام أبو لهب وقعد عند رجلي عبد المطلب خجلا
Page 44