مكتوب على واحدة منهما طوبى لمن آمن بالله وبمحمد والويل لمن كفر به ورد عليه حرفا مما يأتي به من عند ربه، ونصب علما آخر على ضريح بيت الله المقدس وهو أبيض عليه خطان مكتوبان بالسواد لا غالب إلا الله والثاني النصر لله ولمحمد صلى الله عليه وآله.
(قال الواقدي) وذهب استحيائيل ووقف على ركن جبل أبى قبيس ونادى بأعلى صوته يا أهل مكة آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا وامر الله تعالى غمامة ان ترفع فوق بيت الله الحرام وتنثر على البيت ريش الزعفران والمسك والعنبر فارتفعت الغمامة وأمطرت على ذلك البيت، فلما أصبحوا رأوا ريش الزعفران والمسك والعنبر يمطر على البيت وخرجت الأصنام من بيت الله الحرام وجاؤا إلى عند الحجر وانكبوا على وجوههم وجاء جبرئيل بقنديل احمر له سلسلة من جزع اصفر وهو يشتعل بلا دهن بقدرة الله تعالى.
(قال الواقدي) وأبرق من وجه النبي صلى الله عليه وآله برق وذهب في الهواء حتى التزق بعنان السماء وما بقي بمكة دار ولا منظر إلا ودخله ذلك النور ممن سبق في قدرة الله تعالى وعلمه انه يؤمن بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله وما بقي في تلك الليلة كتاب من التوراة والإنجيل والزبور ومما كان فيه اسم محمد صلى الله عليه وآله أو نعته إلا وقطر تحت اسمه قطرة دم قال لان الله تعالى بعثه بالسيف وما بقي في تلك الليلة دير ولا صومعة إلا وكتب على محاريبها اسم محمد صلى الله عليه وآله فبقيت الكتابة إلى الصباح حتى قرأها الرهبانية والديرانية وعلموا ان النبي الأمي قد ولد.
(قال الواقدي) فعندها قامت آمنة وفتحت الباب وصاحت صيحة وغشى عليها ثم دعت بأمها برة وأبيها وهب وقالت ويحكما أين أنتما أما رأيتما ما جرى علي انى وضعت ولدي وكان كذا وكذا تصف لهما ما رأته قال فقام وهب ودعا بغلام وقال اذهب إلى عبد المطلب وبشره وأهل مكة على
Page 20