267

Les Vertus des Deux Poids

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

Genres

831 وعن علقمة [بن قيس و] الأسود [بن يزيد رضى الله عنه قالا]: أتينا أبا أيوب الأنصاري، فقلنا: يا أبا أيوب، إن الله أكرمك بنبيه، إذ أوحي إلى راحلته فبركت على بابك، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضيفا لك، فضيلة من الله فضلك بها، أخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب، فقال أبو أيوب: فإني أقسم لكما الله بالذي لا إله إلا هو، لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا البيت الذي أنتما فيه، وما في البيت غير رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلي (عليه السلام) جالس عن يمينه وأنا جالس عن يساره، وأنس بن مالك بين يديه، إذ تحرك الباب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):

«يا أنس، أنظر من بالباب» فخرج أنس ونظر، فقال: عمار بن ياسر، فقال: «افتح لعمار الطيب المطيب» ففتح أنس الباب ودخل فجلس، فقال لعمار: «إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات، حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضا، وحتى يتبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني: علي بن أبي طالب، وإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا، فاسلك وادي علي، وخل عن الناس، إن عليا لا يردك عن هدى، ولا يدلك على ردى. يا عمار طاعة علي طاعتي، وطاعتي طاعة الله» (1).

832 وعن عبد الله بن سلمة رضى الله عنه، قال: كأني أنظر إلى عمار بن ياسر يوم صفين وهو على فرس، وفي يده حربة ويده يرتعش، وهو يقول: والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا سعاف هجر، لعلمنا أنا على الحق، وإنهم على الباطل. ثم قال لعمرو بن حريث: أمعك شراب؟ فقال عمرو: نعم، قال: فاسقني، فأتاه بضياح من لبن، فقال عمار: الله أكبر، اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه، عهد إلي خليلي- يعني النبي (صلى الله عليه وآله)- إن آخر شيء أصبته من الدنيا ضياح لبن، ثم شرب، فلم ينشب أن اقتحم القتال، فقتل، والذي قتل عمار أبو غادية المزني، طعنه برمح فسقط، وكان يومئذ يقاتل، وهو ابن أربع وتسعين سنة، فلما وقع أكب عليه رجل آخر، فأخذ سلبه، فأقبلا يختصمان، وتحاكما إلى عمرو بن العاص، فقال لهما: ويحكما أخرجا عني، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «ويل للفئة الباغية بعمار، وما هم وعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار؟ وقاتله وسالبه في النار».

Page 289