الذَّهَب ورد عَلَيْهِم مَعَ احْتِيَاجه إِلَيْهِ ثمَّ انْتقل فِي أخر عمره من بَغْدَاد إِلَى مَكَّة حرسها الله تَعَالَى وبقى بهَا مجاورا إِلَى أَن توفّي وَكَانَ يكْتب النّسخ من جَامع التِّرْمِذِيّ وَيَأْكُل من ذَلِك ويكتسي وَهُوَ من جملَة من لحقه بركَة شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ ولازم الْوَرع والفقر وسيرة التصوف إِلَى أَن توفّي بِمَكَّة فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بعد رحيل الْحَاج بِثَلَاثَة أَيَّام وَدفن فِي الْمُعَلَّى وَكَانَ مولده فِي شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة بهراة
وَرُوِيَ عَن أبي الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى الْهَرَوِيّ انه قَالَ كَانَ أَبُو الْقَاسِم الْبَزَّار الكروخي من المثرين الممولين المنفقين على شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ وَأَصْحَابه
أَفَادَ وَلَده عبد الْملك وأسمعه الحَدِيث مِنْهُ وَمن عدَّة من مَشَايِخنَا الْمُتَأَخِّرين ﵏ وَلما توجه عبد الْملك إِلَى الْعرَاق خرج من هراوة بنية الْحَج وَالتِّجَارَة وَكَانَ مَعَه من مَتَاع خُرَاسَان مَا أنْفق جَمِيع ذَلِك على سَبِيل الْخَيْر وَطَاعَة الله ﷾ حَتَّى احْتَاجَ فِي آخر عمره إِلَى الوراقة وَالصَّبْر على الْفقر ﵀ وَهَذَا من بركَة شَيخنَا عبد الله الْأنْصَارِيّ وَقيل إِن الكروخي لما قدم إِلَى الْعرَاق اجْتمع بالشيخ عبد الْخَالِق بن يُوسُف ﵀ وَجرى لَهُ مَعَه مذاكرة وَطلب سَمَاعه من المؤتمن السَّاجِي بِمُسْنَد أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَكَانَ اصل المؤتمن عِنْده فَوجدَ سَمَاعه فِيهِ كَمَا كَانَ قد ذكره لَهُ فنبه الْجَمَاعَة ودلهم عَلَيْهِ وَأَقْبل النَّاس على سَماع التِّرْمِذِيّ وَغَيره مِنْهُ
وَقد سمع عبد الْملك الكروخي من جمَاعَة الحَدِيث كَأبي عبد الله العميري وَأبي عَطاء عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ وَحَكِيم بن احْمَد الأسفراييني وَغَيرهم وَسمع من شيخ الْإِسْلَام عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ مَنَاقِب الإِمَام احْمَد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل رَحمَه الله تَعَالَى تأليف شيخ الْإِسْلَام الْمَذْكُور وَمَا كَانَ صَحبه من أصُول سماعاته شَيْء فَلَمَّا وصل بَغْدَاد وجد سَمَاعه فِي أصُول الْحَافِظ المؤتمن السَّاجِي وأبى مُحَمَّد بن عبد الله بن احْمَد
1 / 50