Les vertus de Jérusalem
فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي
Genres
ويستحب له أن يقصد إلى قبة النبي صلى الله عليه وسلم [التي] وراء قبة المعراج ويصلي فيها، ويجتهد في الدعاء، فإن دعا بالدعاء الذي قدنا ذكره فحسن، فهو دعاء عظيم البركة، وإن أحب أن يدعو بالدعاء الذي علمه الله تعالى لنبيه [محمد] صلى الله عليه وسلم، حيث قال له: فيما يختصم الملأ الأعلى، يا محمد، وهو ما حدثنا به أبو الفرج، قال: ثنا أحمد بن عبد الملك، قال: أبنا عبد الله بن سلام، قال: ثنا هشام، قال: ثنا صدقة والوليد، قالا: ثنا ابن جابر، قال: مر بنا خالد ابن اللجلاح فدعاه مكحول فقال: يا أبا إبراهيم حدثنا حديث عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأيت ربي .. .. )) وذكر الحديث إلى أن قال: ((قل: اللهم إني أسألك الطيبات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وتتوب علي، وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون)). وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموهن فوالذي نفسي بيده إنهن لحق)).
ثم يقصد باب الرحمة فيصلي فيه من داخل الحائط، ثم يدعو بالدعاء الذي قدمنا ذكره، ويسأل الله تعالى في ذلك الموضع الجنة ويستعيذه من النار، يكثر من ذلك؛ فإن الوادي الذي وراءه وادي جهنم، وهذا الموضع الذي قال الله تعالى: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب}.
Page 95