Scandales des Batinites
فضائح الباطنية
Chercheur
عبد الرحمن بدوي
Maison d'édition
مؤسسة دار الكتب الثقافية
Lieu d'édition
الكويت
خرج ايضا من مَرْكَز الدائرة الى محيطها مَعَ ذَلِك الْخط وَإِذا سَاوَى اُحْدُ الخطين فقد سَاوَى الآخر فَإِن الْمسَاوِي للمساوي مسَاوٍ فَبعد هَذَا النّظر نعلم قطعا تَسَاوِي أضلاع المثلث الْمَفْرُوض كَمَا عرف سَائِر الْمُقدمَات مثل قَوْلنَا الخطوط المستقيمة من مَرْكَز الدائرة الى الْمُحِيط متماثلة وَغَيرهَا من الْمُقدمَات
الْمِثَال الْعقلِيّ الإلهي وَهُوَ أَنا إِذا أردنَا أَن ندل على وَاجِب الْوُجُود الْقَائِم بِنَفسِهِ المستغنى عَن غَيره الَّذِي مِنْهُ يَسْتَفِيد كل مَوْجُود وجوده لم ندرك ثُبُوت مَوْجُود وَاجِب الْوُجُود مستغنيا عَن غَيره بِالضَّرُورَةِ بل بِالنّظرِ وَمعنى النّظر هُوَ أَنا نقُول لَا شكّ فِي أصل الْوُجُود وانه ثَابت فَإِن من قَالَ لاموجود اصلا فِي الْعَالم فقد باهت الضَّرُورَة والحس فقولنا لَا شكّ فِي اصل الْوُجُود مُقَدّمَة ضَرُورِيَّة ثمَّ نقُول والوجود الْمُعْتَرف بِهِ من الْكل إِمَّا وَاجِب وَإِمَّا جَائِز فَهَذِهِ الْمُقدمَة أَيْضا ضَرُورِيَّة فَإِنَّهَا حاصرة بَين النَّفْي والاثبات مثل قَوْلنَا الْمَوْجُود إِمَّا ان يكون قَدِيما اَوْ حَادِثا فَيكون صدقه ضَرُورِيًّا وَهَكَذَا كل تَقْسِيم دائر بَين النَّفْي والاثبات وَمَعْنَاهُ ان الموجودات إِمَّا ان تكون استغنت اَوْ لم تستغن والاستغناء عَن السَّبَب هُوَ المُرَاد بِالْوُجُوب وَعدم الِاسْتِغْنَاء هُوَ المُرَاد بِالْجَوَازِ فَهَذِهِ مُقَدّمَة ثَالِثَة ثمَّ نقُول ان كَانَ هَذَا الْمَوْجُود الْمُعْتَرف بِهِ وَاجِبا فقد ثَبت وَاجِب الْوُجُود وان كَانَ جَائِزا فَكل جَائِز مفتقر الى وَاجِب الْوُجُود وَمعنى جَوَازه أَنه أمكن عَدمه ووجوده على حد وَاحِد وَمَا هَذَا وَصفه لَا يتَمَيَّز وجوده عَن عَدمه إِلَّا بمخصص وَهَذَا أَيْضا ضَرُورِيّ فقد ثَبت بِهَذِهِ الْمُقدمَات الضرورية وَاجِب الْوُجُود وَصَارَ
1 / 82