Scandales des Batinites

Al-Ghazali d. 505 AH
60

Scandales des Batinites

فضائح الباطنية

Chercheur

عبد الرحمن بدوي

Maison d'édition

مؤسسة دار الكتب الثقافية

Lieu d'édition

الكويت

رَابِع وتسلسل إِلَى حد يبطل التفاهم والتفهيم وَلَا يُمكن التحكم بِأَن الْحَائِز الرُّتْبَة الثَّانِيَة دون الثَّالِثَة أَو الثَّالِثَة دون الرَّابِعَة المسلك الثَّانِي مُعَارضَة الْفَاسِد بالفاسد وَهُوَ أَن يتَنَاوَل جَمِيع الْأَخْبَار على نقيض مَذْهَبهم مثلا يُقَال قَوْله لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ صُورَة أى لَا يدْخل الْعقل دماغا فِيهِ التَّصْدِيق بالمعصوم وَقَوله إِذا ولغَ الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليغسله سبعا أى إِذا نكح الباطني بنت أحدكُم فليغسلها عَن درن الصُّحْبَة بِمَاء الْعلم وصفاء الْعَمَل بعد أَن يعفرها بِتُرَاب الإذلال أَو يَقُول قَائِل النِّكَاح لَا ينْعَقد بِغَيْر شُهُود وَولى وَأما قَوْله كل نِكَاح لَا يحضرهُ أَرْبَعَة فَهُوَ سفاح مَعْنَاهُ أَن كل اعْتِقَاد لم يشْهد لَهُ الحلفاء الْأَرْبَعَة أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي فَهُوَ بَاطِل وَقَوله لَا نِكَاح إِلَّا بولِي وشاهدي عدل أَي لَا وقاع إِلَّا بِذكر وأنثيين إِلَى غير ذَلِك من الترهات وَالْمَقْصُود من ذكر هَذَا الْقدر مُعَارضَة الْفَاسِد بالفاسد وتعريف الطَّرِيق فِي فتح هَذَا الْبَاب حَتَّى إِذا اهتديت إِلَيْهِ لم تعجز عَن تَنْزِيل كل لَفْظَة من كتاب أَو سنة على نقيض معتقدهم فَإِن زَعَمُوا أَنكُمْ أنزلتم الصُّورَة على الْمَعْصُوم فِي قَوْله لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ صُورَة فَأَي مُنَاسبَة بَينهمَا قلت وَأَنْتُم نزلتم الثعبان على الْبُرْهَان وَالْأَب فِي حق عِيسَى على الإِمَام وَاللَّبن على الْعلم فِي أَنهَار اللَّبن فِي الْجنَّة وَالْجِنّ على الباطنية وَالشَّيَاطِين على الظَّاهِرِيَّة وَالْجِبَال على الرِّجَال فَمَا الْمُنَاسبَة فَإِن قلت الْبُرْهَان يقضم الشّبَه كَمَا يقضم الثعبان غَيره وَالْإِمَام يُفِيد الْوُجُود العلمي كَمَا يُفِيد الْأَب الْوُجُود الشخصي وَاللَّبن يغذي الشَّخْص كَمَا

1 / 60