98

Factors of Victory and Empowerment in the Prophets’ Missions

عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين

Maison d'édition

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genres

فمجرد إقامة الحجة يتأتى بأدنى بلاغ مبين مثل: استماع قدر من القرآن فيه إبانة للدين ولو كان يسيرًا فمجرد سماع المدعو لذلك كافٍ لإقامة الحجة عليه قال - تعالى -: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ .. (١) . الآية، قال ابن كثير ﵀: "أي استأمنك فأجبه إلى طلبته حتى يسمع كلام الله أي القرآن تقرأه عليه وتذكر له شيئًا من أمر الدين تقيم به عليه حجة الله" (٢) فسماع شيء من كلام الله حجة ملزمة وبلاغ الدعوة إلى المدعو أو سماعه بأمر الدين وشريعته سماعًا بينًا أمر كافٍ لإقامة الحجة عليه وانقطاع عذره وحجته على الله يوم القيامة وسبب في دخوله النار إن مات على الكفر بعد ذلك إلا أن مجرد البلاغ - من هذا النوع - يقيم الحجة على المدعو ويسلم الداعي من الإثم حيث بلغ ما علمه من الدين ولم يكتمه إلا أن قيام الحجة هذا لا يمنع من بقاء هذا الكافر أو الفاجر منعمًا في الدنيا متمتعًا بلذائذها ولكنه ساقط الحجة يوم القيامة فله النار قال ﷺ في الحديث الذي رواه عنه أبو هريرة ﵁: «والذي نفس محمد

(١) التوبة: ٦
(٢) تفسير ابن كثير: ٢ / ٣٥٠.

1 / 98