الأول: بيان حقيقة التوحيد وتبليغها للكافة حتى يستفيض العلم بأنه لا حكم إلا لله.
الثاني: بيان حقيقة الواقع، ورصده بمنتهى الموضوعية والدقة، حتى يتبين للناس مدى مراغمة هذه النظم للحق، وامتناعها عن الالتزام بأحكام الله، ومحاداتها الحقيقية لله ورسوله، وحتى يدرك الناس حقيقة الشعارات والتصريحات.
ذلك أن من الناس من يجهل حقيقة التوحيد وعلاقته بالحكم والتشريع.
ومنهم من يجهل حقيقة الواقع تحت تأثير أبواق التضليل والدعاية وخبراء الخداع والتلبيس، وهؤلاء يمثلون في الواقع نسبة عالية لا يستهان بها، وفيهم الدعاة والهداة من حملة القرآن والسنة ممن يقرون بالقضية من جانبها النظري، بل ربما تعتبر عند كثير منهم من البدهيات والمسلمات، ولكنهم فتنوا بالشعارات والتصريحات التي تؤكد حرص هذه النظم على إقامة الدين، وتطبيق أحكامه، وأنه لا مناص من ذلك بعد الفراغ من الدراسة والإعداد، وتحقق الملاءمة السياسية وبعض الاعتبارات، وتمضي السنوات تلو السنوات، والحال هو الحال اللهم إلا مزيدا من الكفر والضلالات.
Page 80