ج- د- أن يعلن الكفر بها والعزم على تغييرها، ويتخذ بهذا الصدد خطوات حقيقية تبين صدقه في دعواه، فهذا قد برئ من الرضا والمتابعة، وذلك هو المسلم الذي له ذمة الله ورسوله، ويجب على الأمة عونه وتأييده، وقد يستغرق استكمال التغيير مددا تطول أو تقصر، ولكن هذا لا يقدح في صحة إسلامه ما صدقت أفعاله أقواله.
ه- أن يروغ في مواقفه، فلا يعلن صريح الرضا والمتابعة، ولا صريح الإنخلاع والبراءة، وإنما يتذبذب بين الفريقين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فهذا هو محض النفاق، وعلى الأمة أن تتابع مواقفه، وأن تلجئه إلى التزام أحد المنهجين لتفوت عليه ما يريده من الخداع والتلبيس، فإذا ما أظهر نفاقه بيقين فقد حل دمه وسقطت طاعته.
والحق أن هذا الموقف الأخير هو أخطر ما يواجه الدعوة إلى إقامة الدين في هذا العصر؛ لأنه يجعل الناس في هؤلاء المارقين فئتين:
- فئة تحسن الظن بأقوالهم، فتلقي إليهم السلم، وتشايعهم بالقول والعمل، وتتهم الآخرين بالغلو والشطط.
- وفئة آخرى حاكمت أقوالهم إلى أعمالهم، وشعاراتهم إلى واقعهم فتبين لها كذب المقالات وزيف الشعارات، فلم تقم لها وزنا وحكمت عليهم بما أسفر عنه استقراء واقعهم، ورصد حقيقتهم.
وإن المعركة الحقيقية في مثل هذه المواقع لابد أن تكون على محورين:
Page 79