ومنع آخرون كابن مسعود، وجابر، وأحمد بن حنبل، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم.
فعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: "هي من عمل الشيطان" (¬1)، وقد سئل عنها أحمد بن حنبل، فقال:» ابن مسعود يكره هذا كله «، وقال ابن القيم:» النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن: فيتقرب الناشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله من المسحور، والذي أراه أن هذه النشرة هي من جنس السحر، فالقول فيها هو القول في السحر، وفي الاستشفاء بما شرعه الله ورسوله ما يغني عن الشرك وأهله «.
ذلك أن عامة ما يقوله أهل العزائم فيه شرك، ولو لم يكن فيه من ذلك إلا دعاء الجن وتعظيمهم والاستعانة بهم والتقرب إليهم لكفى.
والمسلمون وإن تنازعوا في جواز التداوي بالمحرمات كالميتة والخنزير، فلايتنازعون في أن الكفر والشرك لا يجوز التداوي به بحال، لأن ذلك محرم في كل حال.
ولا وجه للاعتذار بالإكراه والضرورة في مثل هذه الحالة، وذلك لأن في الحق ما يغني عن الباطل، وفيما شرعه الله ورسوله من الأدعية والأذكار كفاية وفلاح.
Page 49