شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
Maison d'édition
دار الثريا للنشر
Numéro d'édition
الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ
Année de publication
٢٠٠٤م
Genres
وَلَمْ يَتْرُكْنَا هَمَلا (١) بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولًا (٢) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ﴾ [سورة الواقعة، الآيات: ٦٣-٧٠] ففي هذه الآيات بيان إن رزقنا طعامًا وشرابًا من عند الله ﷿.
(١) هذا هو الواقع الذي تدل عليه الأدلة السمعية والعقلية:
أما السمعية فمنها قوله تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [سورة المؤمنين، الآيتين: ١١٥-١١٦] وقوله: ﴿أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ [سورة القيامة، الآيات: ٣٦-٤٠] .
وأما العقل: فلأن وجود هذه البشرية لتحيا ثم تتمتع كما تتمتع الأنعام ثم تموت إلى غير بعث ولا حساب أمر لا يليق بحكمة الله ﷿ بل هو عبث محض، ولا يمكن أن يخلق الله هذه الخليقة ويرسل إليها الرسل ويبيح لنا دماء المعارضين المخالفين للرسل عليهم الصلاة والسلام ثم تكون النتيجة لا شيء، هذا مستحيل على حكمة الله ﷿.
(٢) أي أن الله ﷿ أرسل إلينا معشر هذه الأمة أمة محمد ﷺ رسولًا يتلو علينا آيات ربنا، ويزكينا، ويعلمنا الكتاب والحكمة، كما ارسل إلى من قبلنا، قال الله ﵎: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [سورة فاطر، الآية: ٢٤] ولا بد أن يرسل إلى الخلق لتقوم عليهم الحجة وليعبدوا الله بما يحبه ويرضاه قال الله ﵎: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
1 / 31