شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
Maison d'édition
دار الثريا للنشر
Numéro d'édition
الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ
Année de publication
٢٠٠٤م
Genres
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فأعلم الله نبيه ﷺ بما أراد المشركون وأذن له بالهجرة وكان أبو بكر ﵁ قد تجهز من قبل للهجرة إلى المدينة فقال له النبي ﷺ على رسلك فإن أرجو أن يؤذن لي فتأخر أبو بكر ﵁ ليصحب النبي ﷺ، قالت عائشة ﵂ فبينما نحن في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة في منتصف النهار إذا برسول الله ﷺ على الباب مقتنعًا فقال أبو بكر فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر فدخل النبي ﷺ وقال لأبي بكر: أخرج من عندك. فقال: إنما هم أهلك بأبي أنت وأمي. فقال النبي ﷺ قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله. قال: نعم. فقال: يا رسول الله فخذ إحدى راحلتي هاتين. فقال النبي ﷺ: بالثمن ثم خرج رسول الله ﷺ وابو بكر فأقاما في غار جبل ثور ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وكان غلامًا شابًا ذكيًا في آخر الليل إلى مكة فيصبح من قريش فلا يسمع بخبر حول النبي ﷺ وصاحبه إلا وعاه حتى يأتي به إليهما حين يختلط الظلام، فجعلت قريش تطلب النبي ﷺ من كل وجه وتسعى بكل وسيلة ليدركوا النبي ﷺ حتى جعلوا لمن يأتي بهما أو بأحدهما ديته مئة من الإبل، ولكن الله كان معهما يحفظهما بعنايته ويرعاهما برعايته حتى إن قريشًا ليقفون على باب الغار فلا يرونهما. قال، أبو بكر ﵁ قلت للنبي ﷺ ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا. فقال: "لا تحزن إن الله معنا، ما ظنك يا أبا بكر بأثنين الله ثالثهما". (١) حتى إذا سكن الطلب عنهما قليلًا خرجا من
(١) أخرجه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب المهاجرين وفضلهم، ومسلم، =
1 / 128